والتمس الانجاز لحفظ نسبه العلمي ، المقدم على نسبه الجسمي ، فابتدر شيخه لإجابته ، إذ لاحت منه أمارات نجابته ، وأجازه بما أجيز ، وأصبح بعز الافادة أعز عزيز ... وممن اعتنى بعد ما اقتنى وقطع المفازة ، فطلب الإجازة ، ولدنا النبيه النبيل والعالم النجيب الجليل ، الفاضل المحقق النحرير ، البارع في الالقاء والتحرير من صدق في نجابته اختياري وتفرسي ، الحسيب النسيب السيد محمد الهجرسي بن شمس الصلاح ، وكوكب سعد الفلاح ، قائد زمام الحقيقة ، وشائد بناء الطريقة ، كاشف الغمة عن الطلبة والمريدين ، العالم العلامة المرحوم السيد خليل الهجرسي زين الدين بعد أن لازمني مدة مديدة وأخذ عني فنونا عديدة ، فلما لاح لي كوكب صلاحه ، وفاح لي نشر مسك فلاحه ، حيث أقرأ بالجامع الأزهر مهرة الطلاب وأفاد وأجاد ، وكشف عن مخدرات التحقيق النقاب ، وأخذ من الفنون بأقوى طرف ، وزاد في الاقتداء في اخذ الأسانيد بمن سلف ، فبادرت لطلبه بإعطائه بلوغ أربه ، فلم أثن عنه عنان العناية ، بل أجزته بما يجوز لي رواية ، ويصح عني دراية ، من فروع وأصول ، ومنقول ومعقول ، وأذنته بالتدريس ، وأن يتخذ العلم خير جليس ، ليكون في إفادته العلوم لطالبيها على أحسن سنن ، وينتظم بصحيح مرسل درايته في عقد مسلسل الفضلاء بانتظام حسن ، فلا يعضل في مقام ، ولا يوضع له مقام ، وليكون أيضا بذلك السند في العلم والشرف ذا غزارة وغرازة ، لأن إجازتي هذه جازت من علو السند أجزل إجزاء وإجازة إذ هي إجازة مشايخي الأعلام ، أكابر الشيوخ ومشايخ الإسلام كشيخي وملاذي وقدوتي وأستاذي ، البحر الزاخر ، ذي القدر الفاخر ، العلم الفرد ، والوبل لا الثرد ، بحر التحقيق ، حبر التدقيق ، مولى الفوارق ، من ضربت به الأمثال السائرة ، في نشر تآليفه الزاهية الباهرة ، علمه سار فهو الشمس والدنيا فلك المورد العذب ، والمصدر الرحب ، مسدد غلطات الأوهام ، مشيد عرفات الافهام من لا يدرك شاؤه ، إذا جورى شيخ الإسلام أستاذي الشيخ الباجوري قدس الله سره ، وعظم فيه أجرنا وأجره ، فإنه أجازني بما تجوز له روايته ، واذن لي فيما تصح عنه درايته من فروع