رفعا ، ومكانه مكينا وحصنه منيعا ، ورياض غياض فضله زاهية زاهرة ، توشيجا وتوشيعا ، تطلع من أفقه نجوم السعادة ، وتنبع في رياه حدائق السيادة. تثمر أدواح فنونه قطوف المنى وتسفر عن وجوده عز في الدنيا والآخرة ، باهرة السناء والسنا ، دأب في جوز صراطه المستقيم ، صراط الدين أنعمت عليهم ، وحوز مناطه الكريم ، مناط من مدت العلياء أيديها إليهم الحسنة التي أحسن بها الزمان المسيء ، والدنا اللوذعي الأريب والألمعي الأديب السيد محمد الهجرسي فخفض جناح الذل منه لتحصيل حاصله ، ورفع جناح الفتور عن همته فيه لنيل فيوض فضائله ، حتى جنى من روضه الأزهر الأزهري وبنى من قواعده المتينة صرحا ممردا من محاسنه المبينة لا يدركها مدى الأزمان خلل ، ولا يعتري ، وتجمل بلباس الفضل المبين ، وتصدر حتى تصدى للتدريس وتصدر فأقرت تقاريره السهلة الممتنعة في المقامات الصعبة بتفوقه على أقرانه ، وأقرت معاهد تنصيص الدقائق أقدامه ، في مزالق الأقدام وشواهد ثبات جنانه ، وتطلعت نفسه النفيسة إلى مطالع طوالع عوالي الإسناد ، إذ كانت من أجل مطامح أنظار الأمجاد ، ومسارح أفكار الأسياد ، فأومأ لطلب الاجازة من الفقير بطرف أدب ناعس الجفون ، يقول لكل عاشق من أهل الإجازة : كن مجيبا فيكون ، فما وسعني إلا المبادرة بالاجابة وإن كنت لست بهذه المثابة من تلك العصابة ، فقلت : أجزتك بما تجوز لي روايته ، وتجوز في مناهج الإحسان درايته ، من منقول الفنون ومعقولها ، ومحلول العلوم ومعقولها ، مما تلقيته عن مشيختي الذين كانت تشرق الدنيا ببهجتهم ، وتشرق سماء الفضل بنضرة وجه حضرتهم ، كحضرة باب فتوحي ، ومربي جسمي وروحي ، من فتح للعلم والعمل بابا مرتجا ، سيدي وأستاذي الوالد السيد رضوان نجا عن مشايخه أعلام الأمة ، وبدور الدياجي المدلهمة ، كالعلامة الجوهري صاحب النهج وغيره والعلامة الصبان والامير الكبير ، وثبتهم شهرته مغنية عن ذكره وكشيخنا شيخ الإسلام العلامة القويسني والضياء الباجوري وثبتهما أشهر من علم ، والفقيه المحدث الشيخ محمد محمود الجزائري وسنده أعلا سند في عصرنا يكون لشم