يا أبناء العروبة والاسلام! لقد اعذرتم من قبل ، وناضلتم عن حقكم بالحجة والبرهان ما شاء الله أن تناضلوا ، حتى تبين للناس وجه الحق سافرا. ولكن دسائس الصهيونية وفتنتها وأموالها قد استطاعت ان تجلب على هذا الحق المقدس بخيلها ورجلها ، فعميت عنه العيون ، وصمت الآذان ، والتوت الأعناق ، فاذا بكم تقفون في هيئة الأمم وحدكم ، ومدعو نصرة العدالة يتسللون عنكم لواذا ، بين مستهين بكم وممالىء لأعدائكم ، ومتستر بالصمت متصنع للحياد. فاذا كنتم قد استنفدتم بذلك جهاد الحجة والبيان ، فإن وراء هذا الجهاد لإنقاذ الحق وحمايته جهادا سبيله مشروعة وكلمته مسموعة ، تدفعون به عن كيانكم ، ومستقبل أبنائكم وأحفادكم ، فذودوا عن الحمى ، وادفعوا الذئاب عن العرين ، وجاهدوا في الله حق جهاده! (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً). («الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً».)
يا أبناء العرب والاسلام! خذوا حذركم ، فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ، وإياكم أن يكتب التاريخ ان العرب الاباة الاماجد قد خروا أمام الظلم ساجدين ، أو قبلوا الذل صاغرين.
إن الخطب جلل ، وإن هذا ليوم الفصل ، وما هو بالهزل. فليبذل كل ، عربي وكل مسلم في أقصى الأرض وأدناها من ذات نفسه وماله ، ما يرد عن الحمى كيد الكائدين ، وعدوان المعتدين ، سدوا عليهم السبل ، واقعدوا لهم كل مرصد ، وقاطعوهم في تجاراتهم ومعاملاتهم ، وأعدوا فيما بينكم كتائب للجهاد ، وقوموا بفرض الله عليكم ، واعلموا أن الجهاد الآن قد أصبح فرض عين على كل قادر بنفسه أو ماله ، وأن من يتخلف عن هذا الواجب فقد باء بغضب من الله وإثم عظيم. «إن الله اشترى المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون