الشخصيات مكانة وحبا في قلوب الأزهريين ، وطالما اعتذر عن قبول منصب المشيخة في هذه الأزمة ، إلا ان الملك كان يحب ان يتصرف في الأزهر وفق هواه ، وكانت وقفة الشيوخ المشرفة ضد الملك ذات مغزى بعيد في الشعب والعالم الاسلامي.
ـ ٤ ـ
نداء من علماء الأزهر إلى أبناء العروبة والاسلام
صدر في المحرم ١٣٦٧ ه ديسمبر ١٩٤٧ م
بسم الله الرحمن الرحيم : يا معشر العرب والمسلمين! قضي الأمر! وتألبت عوامل البغي والطغيان على فلسطين ، وفيها المسجد الأقصى أول القبلتين. وثالث الحرمين ، ومنتهى إسراء خاتم النبيين ، صلوات الله وسلامه عليه ، قضي الأمر ، وتبين لكم ان الباطل ما زال في غلوائه سادرا ، وأن الهوى ما فتىء على العقول مسيطرا ، وأن الميثاق الذي زعموه سبيلا للعدل والانصاف ما هو إلا تنظيم للظلم والاجحاف ، قضي الأمر! ولم يبق بعد اليوم صبر على تلكم الهضيمة التي يريدون ان يرهقونا بها في بلادنا ، وأن يجثموا بها على صدورنا ، وأن يمزقوا بها أوصال شعوب وحد الله بينها في الدين واللغة والشعور ، إن قرار هيئة الأمم المتحدة ، قرار هيئة لا تملكه ، وهو يعد قرارا باطلا جائرا ليس له نصيب من الحق والعدالة ، ففلسطين ملك العرب والمسلمين بذلوا فيها النفوس الغالية ، والدماء الزكية ، وستبقى إن شاء الله ـ رغم تحالف المبطلين ـ ملك العرب والمسلمين. وليس لأحد كائنا من كان ان ينازعهم فيها أو يشطرها او يمزقها. وإذا كان البغاة العتاة قد قصدوا بالسوء من قبل هذه الأماكن المقدسة. فوجدوا من أبناء العروبة والاسلام قساورة ضراغم ذادوا عن الحمى ، وردوا البغى على أعقابه مقلم الأظفار محطم الأسنة. فإن في السويداء اليوم رجالا ، وفي الشرى آسادا ، وإن التاريخ لعائد بهم سيرته الأولى.