المختلفة لأنها ترى أن هذا أحفظ للشخصية المصرية الخالصة وأجدر أن يفتح للمصريين أبوابا متمايزة من العلم ، وأجدر بعد هذا كله أن يعصم العقل المصري من الاحتكار الثقافي».
وقد درج الأزهر كذلك منذ أمد بعيد على إرسال بعوث من علمائه البارزين لتثقيف الأمم الإسلامية والدعوة إلى الإسلام في البلاد التي تدين بالوثنية. فأرسل إلى الصين بعثة وإلى الحبشة وجنوب إفريقيا والهند واليابان بعثات ، وقد كان لهؤلاء جميعا أثر حميد في نشر مبادىء الإسلام ، وتبليغ تلك الأقطار رسالة الأزهر.
ولقد ظهرت آثار تلك النهضة الدينية ظهورا واضحا ، مما بعث الأقطار الإسلامية بعثا جديدا ، ورغبها في طلب بعثات من علماء الأزهر للتعليم في معاهدها ، فلبى الأزهر طلب تلك البلاد بسخاء وكرم ، وأرسل البعثات تلو البعثات إلى العراق والمملكة العربية السعودية وسوريا ولبنان وإمارة الكويت والسودان وأسمرة والبحرين وليبيا.
على الرغم من مشكلة إعداد طالب الأزهر ليكون مبعوثا ناجحا ، فإن الكثيرين نجحوا في رسالتهم ، وكان اللقاء مع نموذجين لهؤلاء المبعوثين الناجحين .. أولهما : الدكتور رءوف شلبي المتخصص في الدعوة الإسلامية والذي اتم ٤ سنوات في اندونيسيا وهو حاليا مدير المركز الإسلامي في ماليزيا منذ ٣ سنوات .. يقول : ان أهم المشاكل التي واجهته هي الدعاية الغربية والصهيونية هناك. ولذلك فهو يرى ضرورة الربط بين مبعوثي الأزهر والسفارات المصرية بالخارج وأجهزة الإعلام الموجهة بالاضافة إلى إراحة المبعوث ماديا حتى لا تمتد يده إلى مصادر غريبة تمده بالمال لاغراض معينة. ويضيف بأن من عيوب اعداد مبعوث الأزهر القصور اللغوي الواضح لدرجة أنه تعلم اللغة المالاوية بمجهوده الشخصي لا عن طريق الجامعة ، ورغم ذلك فقد أقنع آلاف البوذيين باعتناق الإسلام خلال ٣ سنوات.
ونموذج آخر للمبعوث الناجح. صاحبه علي علي الشربيني