عام ٢٥٩ ه ـ ٩٧٠ م في رواية ، أو يوم السبت الرابع من رمضان في العام نفسه في رواية أخرى ؛ وكمل بناؤه لسبع خلون من رمضان عام (٣٦١ ه ـ ٢٢ يونيو ٩٧٢ م).
ـ أختار المعز لدين الله عددا من كبار العلماء والفقهاء في عصره ليتولوا الوعظ والأرشاد في هذا البيت الكريم ، وكان عددهم ثلاثين ، وأجزل لهم العطاء ، وبنى لهم منازل فخمة ، ألحقت بالأزهر ، وصارت فيما بعد من أروقته.
ـ وفي صفر ٣٦٥ ه / ٩٧٦ م جلس في الأزهر قاضى القضاة أبو الحسن على بن النعمان بن محمد ، يملي ويشرح مختصر أبيه في الفقه على مذهب آل البيت ؛ وعنوان هذا المختصر هو «الاقتصار» ، وكان جمعا كبيرا أثبت فيه أسماء الحاضرين من شهود هذا الجمع. وكان ذلك بمثابة افتتاح رسمي لحلقات التدريس في الأزهر الشريف.
وكان وزير المعز يعقوب بن كلس يجلس كل يوم جمعة في الأزهر ليدرس. مؤلّفه «الرسالة الوزيرية» في فقه آل البيت في حلقة خاصة به.
كما كان يجتمع فيه كل ثلاثاء بالفقهاء وجماعة المتكلمين وأهل الجدل ، وذلك منذ عام ٣٦٩ ه / ٩٨٠ م وكان يرع إلى مجلسه القضاة والفقهاء والأدباء وأكابر القصر ، ورجالات الدولة والدعوة.
ـ وفي عام ٣٧٨ ه ـ ٩٨٨ م استأذن هذا الوزير الخليفة العزيز بالله في أن يعين بالأزهر جماعة من الفقهاء للتدريس فيه ، وكان عددهم سبعة وثلاثين فقيها ، وقد رتب لهم العزيز أرزاقا وجرايات شهرية ، وأنشأ لهم دار اللسكني بجوار الجامع ، وخلع عليهم في يوم الفطر وكان عدد الطلبة خمسة وثلاثين طالبا ، كانوا كذلك موضع رعاية العزيز وتشجيعه .. وبذلك صار الجامع جامعة ، وأصبح قبلة العلماء والطلاب ، وأخذت حلقاته تنال شهرة عالمية .. وقامت المدارس الفكرية والعلمية والأدبية فيه.