امتدادا لم تصل إليه من قبل ولا من بعد .. ولكن مصر فوجئت بالغزو العثماني لها .. فتوقفت حركة التاريخ وعادت مصر دولة تابعة لاستامبول وكان ذلك أعظم محنة امتحن بها الشعب المصري على طول عصور التاريخ .. ولكن مقاومة الشعب المصري وعلماء الأزهر للطغاة لم تسكت في يوم من الأيام .. وكان مظهر هذه المقاومة هو الشيخ الأزهري الخالد شهاب الدين أحمد بن عبد الحق السنباطي ..
كان عالما جليلا وإماما عظيما ومصريا كريما وكان واعظا في الجامع الأزهر ، ويذكر أمين سامي عنه إنه كان شيخ الجامع الأزهر ـ تقويم النيل ٢ / ١٦ ـ وقال الشعراني عنه لم نر أحدا من الوعاظ أقبل عليه الخلائق مثله.
كان السنباطي ملاذا للشعب المصري المغلوب على أمره ، وكان يهدد الوالي التركي باعلان الثورة عليه كلما تحزبت الأمور واشتهر ظلم الأتراك للشعب وكان القضاة الأربعة الذين ولا هم سليم على مصر عام ٩٢٣ ه لا يستطيعون مجابهة الوالي التركي بشيء فكان السنباطي يحذر الحاكمين المستبدين من ثورة الشعب ويهدد الوالي إن لم يستمع له.
وكان السنباطي يلقب بشيخ الإسلام وهو لقب كان يطلق قبل الفتح العثماني لمصر على قاضي القضاة الشافعي وكان آخر من لقب به من علماء الأزهر قاضي القضاة شهاب الدين احمد بن عبد العزيز (٩٤٩ ه ـ ١٥٤٢ م) فلما ألغى الأتراك نظام القضاء المصري وأقاموا في رياسة القضاء قاضيا تركيا ، أصبح هذا اللقب يطلق على ما نرجح على شيوخ الأزهر وعلى الرغم مما يذهب إليه كثير من المؤرخين من أن الشيخ الخرشي المالكي (١١٠١ ه) هو أول شيخ للأزهر فإنني أرجح أن السنباطي كان هو أول شيخ عرفه التاريخ للأزهر الشريف وبذلك يكون منصب شيخ الأزهر راجعا إلى أواسط القرن العاشر.
وفي شعبان عام ٩٥٠ ه / ١٥٤٣ م كان والي مصر وهو داود باشا