ثم تولاها عالم عصره ، ووحيد دهره بلا خلاف سيدي محمد الأمير الكبير صاحب التآليف العديدة في كل فن معقول ومنقول ، ولد سنة ١١٥٤ بسنبو وهي بلد من قسم ديروط بمديرية أسيوط ، وختم القرآن الشريف وهو ابن تسع سنين ، ثم التحق بالأزهر وحصل ودرس ولم يدع فنا الا اتقنه ودرسه حتى فقه الحنفي والشافعي ، وله تآليف جمة في فنون كثيرة وهي كجوامع الكلم ، وكان توجه في بعض المقتضيات إلى دار السلطنة وألقى هناك دروسا حضره فيها العلماء وشهدوا بفضله واستجازوه ورجع الى مصر معظما مبجلا ومعه كتب توصية للباشا والأمراء وقد أنعم عليه من الدولة وكانت تأتيه الصلات من سلطان المغرب وتلك النواحي وكان كلامه حكما ، ومن كلامه :
دع الدنيا فليس بها سرور |
|
يتم ولا من الأحزان تسلم |
ونفرض أنه قم تم فرضا |
|
فان زواله أمر محتم |
وكن فيها غريبا ثم هيء |
|
الى دار البقا ما فيه مغنم |
وإن لا بد من لهو فلهو |
|
بشيء نافع والله أعلم |
وسبب تلقيبه بالأمير أن جده الأقرب أحمد بن عبد القادر كان له إمارة حكم في بلاد الصعيد وأصله من المغرب وتوفي عليه سحائب الرحمن والرضوان يوم الاثنين العاشر من ذي القعدة سنة ١٢٣٢ ه ، ودفن أمام ضريح الشيخ العفيفي ، ومما قيل في رثائه تمثلا :
حلف الزمان ليأتين بمثله |
|
حنثت يمينك يا زمان فكفر |
ثم تولاها ابنه الشيخ محمد الأمير الصغير ، ثم تولاها الشيخ ابراهيم الملواني ، ثم تولاها الشيخ عبد الله القاضي ، ثم تولاها شيخ الشيوخ