الشيخ محمد الشافعي البنا ـ وقد استجيب طلبه. كما أن الأستاذ الدجوي كان محاضرا ممتازا تدعوه الجمعيات الاسلامية لإلقاء محاضرات علمية إجتماعية ، إلى غير ذلك من مواقفه المجيدة ، وأعماله الحميدة.
كتبت عنه مجلة «هدى الإسلام» تقول : قد وقف (الدجوى) أمام المضللين الذين عرفوا أنفسهم ب (المبشرين) وقفات جبارة أحبطت جميع مساعيهم وحطمت آمالهم القوية من جهتين :
أولا : بكشف أغراضهم وبيان ضلالهم وبطلان عقائدهم ومبادئهم.
ثانيا : بيان صلاحية الشريعة الإسلامية للأزمنة والأمكنة ، وأنها الشريعة الكافلة لحياة البشر ، وله في ذلك رسائل ومقالات كثيرة تشهد له بفائدتها شدة وقعها في النفوس ، ومع ذلك فهو متعقب حركات المضللين وسكناتهم لا يدع لهم حيلة إلا فضحها ، وهذه المثابرة أنتجت فكرة المقاومة ويسرت سبيل الغلبة ، ولو لم يتداركوا أمرهم ويبدلوا خطتهم القديمة ، لما سمعت لهم صوتا في بلاد الإسلام ، وعلى كل فالهمم متضافرة والعزائم متعاونة على ملاحقتهم ومكافحة أفكارهم ، فللدجوى يد فعالة في كل حركة إسلامية لا تعرف الهوادة واللين ، وهو خير مثال للعالم الوقور ، وله مؤلفات عديدة تشف عما انطوت عليه نفسه من الحكمة والسياسة الدينية والترغيب فى التدين وتصوير حقائق الإسلام إلى غير ذلك من المباحث القيمة التي انفرد بها ، ولا تخلو منها مكتبة عامرة ، ومع ذلك فقد كان دائبا على الكتابة والنشر ، حريصا على استثمار حياته ، والمتتبع له يعتقد اعتقادا جازما بأنه قد جعل حياته كلها وفقا لخدمة الأمة الإسلامية.
وللدجوي أسلوب جذاب في الكتابة ، وهذه الجاذبية كما قلنا ليست بنت التصنع والتزويق وإنما من تواضع صاحبها ونوادر المعاني العالية ، تتخذ لها القوالب الموافقة ، فيأتي المبنى منطبقا على المعنى ، وعلى الرغم من ذلك فأسلوبه لا يتبدل مهما تبدلت مواضيعه.
وقد تكون بعض مقالاته فهرس مقالات خصبة ممتعة. فكتاباته كانت أشبه بالإلهام والخواطر بصرف النظر عن بعض الدواعي التي تدعوه إلى الكتابة حتما ، وهذا السر في أن كتابة الدجوى تأخذ مفعولا كبيرا في