ضخم المشاشين خميص الأصقل (١) |
|
في جنجن (٢) رحب وصلب أعدل |
وهامة كأنها من جندل |
|
وأركب العارض ركب العندل (٣) |
أبلغ كالعوهج (٤) ضخم المركل |
|
منافس التقريب غير معجل |
مناهب الأحضار مثل الأجدل |
|
أرسل في خيل كأن لم يرسل |
فجئن من تحت وجاء من علي |
|
يا ويلي يا ولي يا ولي |
يبكي زمانه.
قال : وأنت يا بن وتيمة؟ قال : عندي أطرف من حديثهما :
أخبرني أبي قال : كنت زميل عامر بن مالك بن جعفر حين أقبل من عند النعمان بن المنذر ، وقد وعده أن ينكحه ابنته ، فأقبلت معه حتى نزل في أهله وأنزلني عنده وزوجته إذ ذاك تماضر بنت خالد بن صخر بن الشريد له منها بنات ، فذكر لها أن قد خطب إليه الملك.
فلما كان بعد ذلك بليال خرج أهل الحاضرة يتمشّون ، ومنهم أبو براء عامر بن مالك فتخلفت وعرفت أن جواري الحي سيبرزون ، فبرزن ، وخرج بنات عامر يتحدّثن.
قال : فإنّي لفي كسر (٥) البيت إذ قالت لهن أمهن : أيتكن خطبة الملك؟ فقالت : أم سهم (٦) أنا والله خطبته ، أنا لينة الظهر ، دقيقة الخصر ، بيضاء النحر ، قالت أم عامر : بل أنا والله خطبة الملك أنا جامعة الشمل ، بينة الفضل ، زوجة الكهل ، أكف روعه ، وأكون شبعه ، وأعطيه طوعه.
قالت دجاجة : لكنني والله ما أنا له بخطبة لا محبّة ، ولا محبّة ، ولابن عم ينصفني أحبّ إلي من ملك يعسفني.
روى أبو بكر بن دريد هذه الحكاية عن أبي حاتم السّجستاني عن أبي عبيدة ، عن يونس ، عن ابن أبي الأنيس السّلمي عن علقمة بن جرير السلمي بمعناها وقال : وقال عن
__________________
(١) الأصل : الأعقل ، والمثبت عن م ، وفي الأغاني : الأشكل.
(٢) الأغاني : ذي حنجر.
(٣) العندل : الناقة العظيمة الرأس (تاج العروس.
(٤) العوهج : الطويلة العنق من الظلمان والنوق والظباء ، والناقة الفتية (القاموس).
(٥) كسر البيت : جانبه.
(٦) الأصل : «فقال أسهم» والتصويب عن م.