بعث عمر علقمة بن مجزّز المدلجي إلى الحبشة في سنة عشرين ، وذلك أن الحبشة كانت تطرّفت ـ فيما ذكر ـ طرفا من أطراف الإسلام ، فأصيبوا ، فجعل عمر على نفسه أن لا يحمل في البحر أحدا أبدا ـ يعني للغزو ـ.
أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن ، أنا أبو الحسن بن مخلد ـ إجازة ـ أنا علي بن محمّد بن خزفة (١) ، نا محمّد بن الحسين بن محمّد ، أنبأ ابن أبي خيثمة ، حدّثني مصعب بن عبد الله قال : حدّثني بعض ولد علقمة بن مجزّز الذي قال النبي صلىاللهعليهوسلم : ألم ترى أنّ مجزّزا دخل على من أبي أسامة وزيدا قال : إنّ هذه الأقدام قال هو مجزّز بكسر الزاي ، وكان إذا أسر أسيرا جزّ ناصيته وخلّى عنه ، وكان عمر أو عثمان أغزى علقمة هذا في البحر ومعه ثلاثمائة ، فغرقوا جميعا ، فقال الشاعر :
لله فتيان كأن وجوههم |
|
دنانير مما أهلك ابن مجزّز |
أخبرنا أبو بكر الحاسب ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، أنبأ هشام بن محمّد بن السائب ، عن أبيه (٢) قال : بعث عمر بن الخطاب علقمة بن مجزّز في جيش إلى الحبشة ، فهلكوا كلهم فرثاهم جوّاس العذري فقال :
إنّ السلام وحسن كل تحية |
|
يغدو على ابن مجزّز ويروح |
من ولده عبد الله ، وعبيد الله ، ابنا عبد الملك بن عبد الرّحمن بن علقمة كان شريفين ، وفيهما يقول جوّاس مادحا لهما (٣) :
غدا همي عليّ فقلت لهما |
|
غدا همي علي من اللذان |
عبيد الله إذ لغبت (٤) ركابي |
|
وعبد الله لا يتواكلان |
كريما خندف حسبا وشبّا |
|
على نمطي مقابلة حصان |
٤٧٥٩ ـ علقمة بن هلال الكلبي التيمي (٥)
حدّث عن جده ، ويقال عن أبيه عن جده ، وجده وفد على رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) الأصل وم : حرفه ، تصحيف.
(٢) راجع الخبر في جمهرة النسب للكلبي ص ١٥٩.
(٣) الأبيات في جمهرة النسب للكلبي ص ١٦٠ والمؤتلف والمختلف للآمدي ص ٧٥.
(٤) بدون إعجام بالأصل وم ، والمثبت عن جمهرة الكلبي ، وفي المؤتلف والمختلف : لقيت.
(٥) ميزان الاعتدال ٣ / ١٠٨ والتاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٤٢ والجرح والتعديل ٦ / ٤٠٦.