حسن الوجه والثياب ينظر في تجاه وجهي ، وثم قال : يا علي بن الحسين ما لي أراك كئيبا حزينا؟ أعلى الدنيا ، فهو رزق حاضر يأكل منه البر والفاجر؟ فقلت : ما عليها أحزن كما تقول ، فقال : أعلى الآخرة؟ هو وعد صادق ، يحكم فيها ملك قاهر ، قلت : ما على هذا أحزن لأنه كما تقول ، قال : فما حزنك يا علي؟ يا ابن الحسين؟ قلت : ما أتخوف من فتنة ابن الزبير ، قال لي : يا علي هل رأيت أحدا سأل الله تعالى فلم يعطه؟ قلت : لا ، قال : فخاف الله فلم يكفه؟ قلت : لا ، ثم غاب عني (١) ، فيقول لي : يا علي هذا الخضر عليهالسلام ناجاك.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، نا أبو شهاب ، عن حجّاج بن أبي أرطأة ، عن أبي جعفر : أن أباه علي بن حسين قاسم الله ماله مرتين ، وقال : إنّ الله يحب [المؤمن](٣) المذنب التوّاب.
أخبرنا (٤) أبو عبد الله الفراوي ، نا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن عمر العمري ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرّداني ، نا حميد بن زنجويه ، نا ابن أبي عباد ، نا ابن عيينة ، عن أبي حمزة الثّمالي (٥).
أن علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في ظلمة الليل ويقول : إنّ الصّدقة في سواد الليل تطفئ غضب الربّ (٦).
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم (٧) ، نا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبو موسى الأنصاري ، نا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق قال :
كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم؟ فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، وأبو غالب بن البنّا ، وأخوه أبو عبد الله ، قالوا : أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، نا أبو
__________________
(١) الأصل : «على» والمثبت عن «ز» ، والحلية.
(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٢١٩.
(٣) الزيادة عن ابن سعد و «ز» ، واللفظة سقطت من الأصل وم.
(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» حرف صغير.
(٥) في «ز» : اليماني.
(٦) سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٩٣ وانظر الحلية ٣ / ١٣٥ وتهذيب الكمال ١٣ / ٢٤٢.
(٧) حلية الأولياء ٣ / ١٣٦ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٩٣ وتهذيب الكمال ١٣ / ٢٤٢.