محيّاه ، ومن الود مالا ينقضي يومه ولا غده ، ومن الشوق ما أحر نار الجحيم أبرده. وإنا له ببلوغ الأوطار وعلو المنار على أبلغ ما يكون ، حقق الله تعالى فيه كمال ما أرتجيه ، وسرني سريعا بتلاقيه.
ومن شعره قوله :
ودعتكم ورجعت عنكم والنوى |
|
سلبت جميع تصبّري وقراري |
والجفن يقذف بالدموع ولم أكن |
|
لو لاه أنجو من لهيب النار |
وقوله :
ومن يغترر بالبشر منك فإنه |
|
جهول بإدراك الغوامض مغرور |
فإنك مثل السيف يخشى مضاؤه |
|
إذا لمعت في صفحتيه الأسارير |
ومن جيد شعره قوله من قصيدة :
من شفيعي إلى الثنايا العذاب |
|
من عذيري من الغصون الرطاب |
من مجيري مما أقاسي من |
|
الأيام من فرط لوعة واكتئاب |
من نصيري على الليالي التي ما |
|
زلت منها ما بين ظفر وناب |
أترجّى منها الخلاص فألقى |
|
من أذاها ما لم يكن في حساب |
صار منها قلبي كقرطاس رام |
|
مزقته مواضع النشّاب |
أهو البين أشتكيه وقد عا |
|
ندني في الديار والأحباب |
وكساني المشيب من قبل |
|
أن أعرف مقدار حق الشباب * |
أم هو الخطب خطّ ما جنت الأيام |
|
من طول محنتي واغترابي |
ومقامي على الهوان بأرض |
|
أنا فيها مقوّض الأطناب |
أصطلي جمرة الهجير فإن رمت |
|
شرابا لم ألق غير سراب |
ليس لي من إذا عرضت عليه |
|
شرح حالي يرق يوما لما بي |
بخستني الأيام حقي ظلما |
|
ورمتني بالحادث المنتاب |
وأضاعت بين الصدور بطرق |
|
الفضل سعيي وجيئتي وذهابي |
__________________
(*) البيت هكذا في الأصل ، ولعل الصواب : ... أعرف مقدار حق ذاك الشباب.