تجله وتهرع إليه وتتمثل أمره ونهيه ، وجميع أهل بلدته يهرعون إليه ويقبلون يديه ويسمعون كلمته وهو يحميهم مما يضرهم ، ويسوقهم إلى ما ينفعهم. وكانت كبراء الدولة من أهل الروم وزراؤهم ومواليهم وقضاة عسكرهم ومشايخ إسلامهم يعتبرونه ويحترمونه ويكاتبونه ، ويراجعونه ويعتمدونه كل الاعتماد. هكذا كانت تنقل إلينا الركبان أخباره في حياته ونحن في دمشق ، ثم لما وردنا حلب وتوطناها بعد وفاته سمعنا من أهلها بعد انتقاله أضعاف ما كنا نسمع حال حياته ، فهذا هو الفخر الذي لا ينال بالجد والاجتهاد ، بل ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. (ثم قال) :
وبقيت عليه الفتوى إلى أن مات وإن تخلله عزل ما في أثناء ذلك لكنه كان لا يعد.
وكانت وفاته يوم الخميس ثالث ذي القعدة سنة ١٠٩٦ ودفن عند جده الشيخ محمد أبي يحيى في جامعهم المشهور. ا ه.
أقول : ووجدت بخط بعض الفضلاء أنه دفن في الرواق الصغير.
وممن مدحه قاضي مكة الشيخ محمد زين العابدين الصديقي سبط آل الحسن كما وجدته في مجموع في مكتبة المدرسة الطرنطائية في مدينة حلب بخط أحمد أفندي الكوراني تلميذ المولى الكواكبي قال :
أآفاق حسن أشرقت بالكواكب |
|
وإلا بدور تنجلي في الغياهب |
وإلا شموس بالسناء تشعشعت |
|
فعم الضيا في شرقها والمغارب |
وإلا رياض الزهر فتح نورها |
|
كزهر السما والطيب عرف الأطايب |
وإلا سطور في طروس تنظمت |
|
كنظم عقود في نحور الكواكب * |
بمنثور فضل قد طوى كل درة |
|
من العالم النحرير عالي المناقب |
كتاب كريم من كريم أصوله |
|
كرام سموا مجدا ببيت الكواكبي |
بلاغته السحر الحلال ولفظه |
|
زلال حلا ذوقا لأهل المشارب |
فلا زال منشيه بخير ونعمة |
|
ودولة إقبال وعزة جانب |
وإني ابن زين العابدين محمد |
|
ومن آل ثاني اثنين أفضل صاحب |
وسبط رسول الله أشرف مرسل |
|
نبي أتانا من لؤي وغالب |
__________________
(*) لعل الصواب : في نحور الكواعب.