في البحث عن الجزء الأول إلى أن ظفرت به في المكتبة العثمانية في حلب (١) ، فاستنسخته بخط يدي وذلك سنة ١٣١٨ ، واستنسخ في ذلك الحين السيد عبد القادر الكواكبي من ذرية المؤلف نسخة لنفسه ، واستنسخ شرح المصنف على منظومته الأصولية من نسخة في مكتبة الأحمدية بمدينة حلب وقابلها على نسخة أخرى في المكتبة المذكورة (٢) ، وكنت أتمنى طبع هذين الشرحين تعميما للاستفادة منهما ، ثم وجدت أن التمني لا يجدي شيئا ، فعقدت النية على ذلك وخابرت الشيخ فرج الله ذكي أحد أرباب المطابع في مصر فوافق على طبعهما. وتفضل السيد عبد القادر الكواكبي بإعطاء نسختيه فأرسلتهما للشيخ فرج الله ذكي وكمل الطبع سنة ١٣٢٧. وتفضل صديقنا السيد مسعود أفندي الكواكبي شقيق السيد عبد الرحمن أفندي ونقيب أشراف حلب بتقريظ الكتابين بأبيات أرسلها إلينا أثبتناها في خاتمة الطبع وهي :
تباشر أهل العلم من كل جانب |
|
بنظم ونثر للإمام الكواكبي |
أحاط بمجموع الأصول وهكذا ال |
|
فروع كفت عن غيرها كل طالب |
وقد كان قبل اليوم كنزا مطلسما |
|
تنص للقياه كناز النجائب |
فوفق مولى الفضل جل جلاله |
|
لإخراج ذاك الكنز أسنى الرغائب |
وقد زاده حسنا رصانة طبعه |
|
فجاء بعون الله في خير قالب |
لئن كان هذا النظم في الفهم هينا |
|
ففي نظمه لا شك كل المصاعب |
فإن تعجبوا ممن فدى وقت غيره |
|
بأوقاته قصدا لترغيب راغب |
فأعجب منه من تقاصر عزمه |
|
عن الحفظ إن الحفظ أدنى المراتب |
وأعجب من هذين من ليس يقتني |
|
كتابا به يكفى عظيم المتاعب |
جزى الله خيرا سادة مهدوا لنا |
|
إلى العلم والتعليم أقرب لاحب |
وحمدا له أن أصبح العلم دانيا |
|
وزال عن الطلاب رين الغياهب |
وأذهانهم تمت جلاء فأرخوا |
|
وطاب بسلك الطبع نظم الكواكبي |
١٣٢٢
__________________
(١) يوجد نسخة منه في الأحمدية بحلب ، وفي مكتبة عموجه حسين باشا ونسختان في مكتبة كوبريلي وفي مكتبة الفاتح ، وهذه المكاتب الثلاث في الآستانة.
(٢) يوجد نسخة من إرشاد الطالب في مكتبة المدرسة الحلوية آخرها ما نصه : قد يسر الله مقابلة هذه النسخة على نسخة المصنف. ويوجد نسخة في مكتبة لاله لي في الآستانة وفي مكتبة ولي الدين فيها أيضا.