حدّثنا العباس بن الوليد ، حدّثنا محمّد بن شعيب بن شابور ، أخبرني أبو المغيرة عمرو بن شراحيل العنسي قال : أتينا بيروت أنا وعمير بن هانئ العنسي ، فإذا نحن برجل يتعايا (١) عليه الناس في المسجد ، فإذا عليه قميص كرابيس (٢) إلى نصف ساقيه ، وقلنسوة صغيرة ، وثياب رثّة ، يقال له حيّان (٣) بن وبرة المرّي ، فقلت لعمير بن هانئ : أمن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : لا ، ولكنه صاحب لأبي بكر ، قال عمرو بن شراحيل : فسمعته يحدّث عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «لا تزال بدمشق عصابة يقاتلون على الحقّ حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون» [١٠٩٧١].
ومما وقع لي عاليا من حديثه ما :
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب ، قالا : أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن بكّار أبو الحسن الدمشقي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل ، حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة قالت :
سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن رجل طلّق امرأته فتزوجت زوجا غيره فدخل بها ثم طلّقها قبل أن يواقعها أتحلّ لزوجها الأوّل؟ قال : «لا ، حتى يذوق عسيلتها وتذوق عسيلته» [١٠٩٧٢].
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي ، وحدّثنا أبو الحسن علي بن مهدي بن المفرّج عنه ، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر ، أنبأنا عبد المحسن بن عمر بن يحيى الصفّار ، أنبأنا أبو الحسن (٤) محمّد بن بكّار الشيخ الصالح السّكسكي ، بحديث ذكره.
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد ، وذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بقرى دمشق أبو الحسن محمّد بن بكّار ، وساق باقي نسبه كما تقدم ، وقال : من أهل بيت لهيا ، وكان قاضيها ، مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو
__________________
(١) إعجامها مضطرب بالأصل و «ز» ، وبدون إعجام في د ، والمثبت عن تاريخ داريا. وتعايوا عليه : أعجزوه.
(٢) كرابيس : قطن.
(٣) بالأصل و «ز» : «حبان» تصحيف ، والمثبت عن د ، وتاريخ داريا.
(٤) بالأصل هنا : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن «ز» ، ود.