[قال الخطيب](١) استوطن الطّبري بغداد ، وأقام بها إلى حين وفاته ، وكان أحد أئمة العلماء ، يحكم بقوله ، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله ، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره ، وكان حافظا لكتاب الله ، عارفا بالقراءات ، بصيرا في المعاني ، فقيها في أحكام القرآن ، عارفا بالسّنن ، وطرقها ، وصحيحها وسقيمها ، وناسخها ومنسوخها ، عارفا [بأقوال الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم من المخالفين في الأحكام ، ومسائل الحلال والحرام ، عارفا](٢) بأيام الناس وأخبارهم ، وله الكتاب المشهور في : «تاريخ الأمم والملوك» ، وكتاب في «التفسير» لم يصنّف أحد مثله وكتاب سمّاه : «تهذيب الآثار» لم أر سواه في معناه ، إلّا أنه لم يتممه ، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة ، واختيار من أقاويل الفقهاء ، وتفرّد بمسائل حفظت عنه.
ذكر أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن جعفر الفرغاني أنّ مولد الطّبري بآمل سنة أربع وعشرين ومائتين (٣).
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنبأنا أبو علي الجازري ، أنبأنا المعافى بن زكريا قال : وحكى لي بعض أصحابنا أنه وجد بخط صاحبنا محمّد بن جعفر بن جمهور : سألت أبا جعفر محمّد بن جرير بن يزيد الطّبري أن يزيدني في نسبه فقال متمثلا بقول رؤبة :
قد رفع العجاج بيننا فادعني |
|
باسمي إذا الأنساب طالت يكفني |
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن الزاهد ، قالا : حدّثنا [ـ و](٤) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر أحمد بن علي (٥) ، حدّثني أبو الفرح محمّد بن عبيد الله بن محمّد الخرجوشي (٦) الشيرازي ـ لفظا ـ قال : سمعت أحمد بن منصور بن محمّد الشيرازي يقول : سمعت محمّد بن أحمد الصحّاف السّجستاني يقول : سمعت أبا العباس البكري من ولد أبي بكر الصّدّيق يقول :
__________________
(١) زيادة منا ، والخبر في تاريخ بغداد ٢ / ١٦٣.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه وبعده كلمة صح ، وانظر «ز» ، ود ، وتاريخ بغداد.
(٣) تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٠١ ـ ٣١٠) ص ٢٨٠.
(٤) زيادة لازمة لتقويم السند عن «ز» ، ود.
(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ١٦٤ ـ ١٦٥ وعنه في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٧٠ ـ ٢٧١.
(٦) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى خرجوش ، اسم جد.