التي دعا إليها على المنبر قلت : هذه دعوة حقّ والله لأبلين الله فيها ، فقلت : يا أمير المؤمنين إنّك قد خرجت بهذا البلد ، والله لو وقف على نقب من أنقابه مات أهله جوعا وعطشا ، فانهض معي ، فإنّما هي عشر حتى أضربه بمائة ألف سيف ، فأبى عليّ ، قال : فإنّي لعنده يوما إذ قال : ما وجدنا من حرّ المتاع شيئا أجود من شيء وجدناه عند ابن أبي فروة ختن أبي (١) الخصيب ، وكان انتقبه ، قال : قلت : لا أراك قد أبصرت حر المتاع ، قال : فكتبت إلى أبي جعفر ، فأخبرته بقلّة من معه ، قال : فعطف عليّ فحبسني حتى أطلقني عيسى بن موسى بعد قتله محمّد ودخوله المدينة.
[قال ابن عساكر :](٢) أبو سلمة اسمه أيّوب بن عمر.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن (٣) السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة (٤) قال : وأقرّ أبو جعفر على المدينة زياد بن عبيد الله الحارثي ثم عزله سنة إحدى وأربعين ومائة ، وولّى محمّد بن خالد ابن عبد الله القسريّ ثم عزله سنة ثلاث (٥) وأربعين ومائة ، وولي رياح بن عثمان المرّي.
قال : وحدّثنا خليفة (٦) قال : وفيها يعني سنة ثلاث وأربعين ومائة عزل محمّد بن خالد عن المدينة وولّى رياح بن عثمان المرّي ، ثم ذكر في سنة أربع وأربعين أنّ فيها ولّى رياح بن عثمان المرّي المدينة (٧) ، فالله أعلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب (٨) قال : وفيها يعني سنة أربع وأربعين ومائة عزل محمّد بن خالد بن عبد الله القسريّ عن المدينة ولي مكانه رياح بن عثمان المرّي ، وأمر بحبس محمّد بن خالد وكاتبه وعمّاله واستخراج ما قبلهم من الأموال.
__________________
(١) بالأصل : «بن الخصيب» والمثبت عن د ، والكامل لابن الأثير.
(٢) زيادة منا للإيضاح.
(٣) قوله : «أنبأنا أبو الحسن» سقط من د.
(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٣٠ تحت عنوان : تسمية عمال أبي جعفر.
(٥) بالأصل ود : «ست» والمثبت عن تاريخ خليفة.
(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٢٠ (ت. العمري).
(٧) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٢١.
(٨) راجع المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ١ / ١٢٨.