أبو أحمد : حدّثنا أبو أحمد بن عمير الدّمشقي ، ثنا أحمد بن موسى بن صاعد ، ثنا مؤمل بن إسماعيل ، عن شعبة فقال السائل : عندنا (١) عن عمرو بن مرزوق عال. فقال أبو أحمد : عمرو بن مرزوق طريق غير معتمد ، وقد أجبت في الحديث. فأخذ أبو علي يذكر الباب وكلنا سكوت حتى فرغ منه ، ثم أخذوا (٢) جماعتهم يعيرون أبا أحمد بأنّك لم تدخل مصر ، فقال أبو أحمد : أنتم كلكم قد دخلتم مصر ، اذكروا ما فاتني بمصر ، فقال بعضهم : الليث عن عبيد الله ابن عمر (٣) عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قصّة الغار (٤) ، فقال أبو أحمد : يا سبحان الله ، حدّثنا الكيس أبو بكر بن أبي داود [نا](٥) عيسى بن حمّاد ، ثم ذكر أبو علي أحاديث استفادها ، فقلت : أنبأنا عن أبي العميس (٦) عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قصة الجساسة (٧) ، فقال أبو أحمد : هذا نعم ، هذا من غرر الحديث ، وقد فاتني ، فلمّا خرجنا قلت لأبي علي : ليس فيما ذكرتم أضيق من حديثي الذي ذكرته ولم يذكره له فضحك وقال : هو كما قلت يا أبا عبد الله ، إنّما أمسكت عنه لأن الحديث ليس عندي عن علّان ، حدّثنيه جعفر المراغي عن علّان ، فإنّه مما فاتني بمصر.
قال : وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : قلت لأبي أحمد الحافظ : إنّ أبا عبد الله بن أبي ذهل قد ألقى إليه ما كان جرى بينك وبين أبي علي الحافظ في سماعك من محمّد بن أحمد ابن الحسن [بن](٨) خراش ، فلو أذنت في حمله إلى هاهنا وأمليت تلك الأحاديث من أصلك ، فشكرني على قولي ، وقال : وكرامة ، فحملت أبا عبد الله إليه ومعه جماعة من أهل الحديث ، فأخرج كتابه بخط يده الأصل العتيق المؤرّخ ، وأخرج أصل أخيه أبي الحسن بخطه الذي كان أبو علي يقول : إن المجلس إنّما سمعه معي ومع أبي بكر بن الجعابي أبو الحسن قبل ورود أبي أحمد بغداد ، فأملّه علينا وتأمل أبو عبد الله ، فلمّا خرجنا قال لي أبو عبد الله :
__________________
(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي سير الأعلام : عنه.
(٢) كذا بالأصل و «ز».
(٣) كذا بالأصل : «عبيد الله بن عمر عن نافع» وفي «ز» : عبد الله عن نافع.
(٤) يعني قصة هجرة الرسول الكريم صلىاللهعليهوسلم من مكة إلى المدينة أخرجه البخاري في مواضع منها في كتاب المساجد باب يكون في الطريق رقم ٤٧٦.
(٥) زيادة عن «ز».
(٦) بالأصل : «العيس» وفي «ز» : «العمير» كلاهما تصحيف ، والتصويب عن سير الأعلام.
(٧) حديث الجساسة الطويل أخرجه مسلم في صحيحه في الفتن وأشراط الساعة رقم ٢٩٤٢.
(٨) زيادة عن «ز».