الفتح : ووجدت في بعض نسخ كتب أحمد بن محمد ابن المدبر إلى (١) المتوكل بعد قدومه إلى العراق بخبر هذا المجلس ، قال : ثم حرض علي جماعة من رعاع أهل البلد ، وسوقته وسكان حوانيت ومشتغلات في ربض مدينة دمشق ، وقوم من سواهم من أهل الخراج عند اعتزام أمير المؤمنين على الانصراف من دمشق على الكلام في التعديل والتظلم من أبواب منه بأسباب أكره شرحها اليوم وحملوا على ذلك حين وجهه إليهم في الليلة التي عزم أمير المؤمنين في صبيحتها على الرحيل من يطوف على مواضعهم ويأمرهم بالبكور ، وكان الأمر في ذلك ظاهرا مشهورا في البلد فاعترضوا أمير المؤمنين وتظلموا ، وحضرت منهم ومعهم جماعة انتفعت بالتعديل وزال عنها الظلم بكذبهم ، وببطل أقوالهم فلم يفهم عنهم لكثرتهم وكثرة اختلافهم بأمر أيده الله بجمع كتاب دواوينه ومن كان في عسكره من سائر كتابه النظر فيما تكلم فيه أهل البلد ، وما احتج به ، فإن اتفقنا على أمر أمضى ما يتفق عليه ، وإن اختلفنا أنهى ذلك إليه أيده الله لما مر فيه بأمره ، فجمع لذلك صاحبا ديوان الخراج والضياع وهما ذلك الوقت موسى بن عبد الملك والحسن بن مخلد ونجاح بن سلمة صاحب ديوان التوقيع والمعلى بن أيوب والفضل بن مروان وأحمد بن إسرائيل وداود بن محمد بن أبي العباس الطوسي ، وهو يتولى ديوان المظالم وعبد الله بن محمد بن يزداد ، وحضر القضاة وجماعة من فقهاء البلد ، ووجوه أهله ، ونظر فيما تظلم المتظلمون فأنهى ذلك ، وما احتجت به إلى أمير المؤمنين ، وأعلمه عبيد الله بن يحيى اجتماع أهل البلد على الحمد ووهب الله من السير ، وأسقط من أمر التعديل والأبواب التي تظلموا فيها إليه أيّده الله وأمر أعزّه الله بإسقاط بعض الأبواب التي تظلموا فيها ، والمغير لهم عن بعض ما وجب عليهم ، فبلغ ما أمر ما بلغ بإسقاطه ، والصفح لهم عنه ، مع ما وجب إسقاطه عن أهل جند الأردن من بعض الأبواب التي أسقطت عن أهل دمشق تسعة وثلاثين ألفا وخمسمائة وستة وثلاثين دينارا تفضلا منه ـ أيّده الله ـ عليهم وإحسانا إليهم.
٦٨٦١ ـ محمّد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص
ابن أميّة بن عبد شمس الأمويّ (٢)
وأبوه عمرو الأشدق الذي قتله عبد الملك بدمشق.
__________________
(١) سقطت من «ز».
(٢) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ٦٧٤ ولسان الميزان ٥ / ٣٢٧ ونسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٨٢ وجمهرة أنساب العرب ص ٨١ والتاريخ الكبير للبخاري ١ / ١ / ١٩٢.