فأخرج مصباحا له فعلقه تجاه القبلة ، ثم قام تجاهه يبكي وينادي : سيّدي لك ترهّب المترهبون ، وإليك أخلص المبتهلون ، رهبة منك ، ورجاء لعفوك فيا إله الحق ارحم دعاء المستصرخين ، واعف عن جرائم الغافلين ، وزد في إحسان المنيبين يوم الوفود عليك ، برحمتك يا كريم ، فلم يزل كذلك حتى أصبح.
قال : وحدّثنا ابن المبارك ، حدّثني علي بن محمّد ، عن يزيد الحميري قال : ما لقيني حسان الراهب قطّ إلّا قال لي : يا زيد ، احذر لا تطفئ المصباح من بيتك فيدخل عليك اللصوص ، فيحاربوك (١) ، قلت ليزيد : ما أراد بذلك حسان؟ قال : أراد [أن](٢) لا تخلى قلبك من ذكر الله ، فيدخل عليك الشيطان فيفسد عليك أمر دينك.
٦٩٨٣ ـ محمّد بن المتوكّل أبي السّري بن عبد الرّحمن بن حسّان
أبو عبد الله العسقلانيّ (٣)
مولى بني هاشم.
سمع بدمشق : عمر بن عبد الواحد ، والوليد بن مسلم.
وروى عن : معتمر بن سليمان ، ومروان بن معاوية ، وإسماعيل بن عبد الكريم ، ومخلد بن حسين ، ومحمّد بن حرب ، وبقية ، وعبدة بن سليمان ، وسفيان بن عيينة ، وروّاد ابن الجرّاح ، وأيوب بن سويد ، ورشدين (٤) بن سعد ، وعبد الله بن رجاء المكي ، وملازم بن عمرو اليمامي ، والفضيل بن عياض ، وعمرو بن أبي سلمة ، وسويد بن عبد العزيز ، وعبد الله ابن وهب ، والخليل بن موسى البصري ـ نزيل دمشق ـ ورديح بن عطية ، وعبد الوهّاب ، وعبد الرزّاق ابني همّام ، ويحيى بن سعيد الحمصي العطار.
روى عنه : محمّد بن عوف ، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان ، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحيم بن البرقي ، وأبو عبد الرّحمن خالد بن روح الثقفي (٥) ، وأبو داود في سننه ، وأبو
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي «ز» ، والمختصر : فيحزنوك.
(٢) استدركت عن «ز».
(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ١٨٧ وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٧١ وسير أعلام النبلاء ١١ / ١٦١ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٧٣ والعبر ١ / ٤٢٩ وميزان الاعتدال ٤ / ٢٣ والجرح والتعديل ٤ / ١ / ١٠٥ والوافي بالوفيات ٣ / ٨٦ والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٢٣٩.
(٤) بالأصل : «رشد» والمثبت عن «ز» ، وتهذيب الكمال وسير الأعلام.
(٥) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وفي تهذيب الكمال : الحنفي.