أخبرنا أبو القاسم وأبو الحسن ، وأبو منصور ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحارث بن عبد الرّحمن ، أبو بكر الأزدي الواسطي المعروف بابن الباغندي ، سمع محمّد بن عبد الله بن نمير ، وأبا بكر ، وعثمان ابني أبي شيبة الكوفيين ، وشيبان بن فرّوخ الأيلي ، وعلي بن المديني ، ومحمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، وسويد بن سعيد الحدثاني ، ودحيما الدمشقي ، وهشام بن عمّار ، والحارث بن مسكين ، وغيرهم. من أهل الشام ، ومصر ، والكوفة ، وبغداد والبصرة ، وكان كثير الحديث ، رحل فيه إلى الأمصار البعيدة ، وعنى به العناية العظيمة ، وأخذ عن الحفّاظ ، والأئمة ، وسكن بغداد ، وحدّث بها ، فروى عنه الحسين بن إسماعيل المحاملي ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وأبو بكر الشافعي ، ودعلج بن أحمد ، وأبو علي بن الصّوّاف ، ومحمّد بن المظفر ، وأبو عمر بن حيّوية ، وأبو حفص بن شاهين ، وخلق يطول ذكرهم ، وكان فهما حافظا ، عارفا ، وبلغني أنّ عامّة ما حدّث به كان يرويه من حفظه.
قال (٢) : وأخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، ثنا محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني ـ بحضرة الدارقطني ـ ثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، حدّثنا عمرو بن سواد السّرحي ، ثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني جرير بن حازم ، عن سليمان بن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن شتير (٣) بن شكل ، عن علي بن أبي طالب قال : شغل المشركون عن صلاة العصر حتى غربت الشمس ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا ، كما شغلونا عن الصلاة حتى غربت الشمس» [١١٦٥٥].
قال أبو بكر الباغندي : قلت لعمرو بن سواد : هذا يذكر عند الأعمش عن أبي الضحى عن شتير بن شكل فأخرج إليّ أصل كتابه ، فإذا فيه كما حدّثناه ، ثم حدّث من بعد في مجلسه بالحديث وأنا حاضر ، فلما ذكره قال : وأخبرني بعض أصحابنا ممن يرجع إلى معرفته من أهل العراق أن هذا الحديث يذكر عندهم عن الأعمش عن أبي الضّحى عن شتير بن شكل عن علي ، قال الباغندي : فكتبت كلامه ، وإنّما حدّث به عني ، قال : وحدّثني أحمد بن علي البادا (٤) من حفظه في المذاكرة قال : سمعت أبا بكر الأبهري يقول : سمعت أبا بكر الباغندي
__________________
(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ٢٠٩.
(٢) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٣ / ٢١٠.
(٣) شتير بالضم وفتح المثناة ، كما في تبصير المنتبه ٢ / ٧٧٥.
(٤) تاريخ بغداد ٣ / ٢١١.