مردويه ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، ثنا معاذ بن المثنى ، ثنا مسدّد ، ثنا أبو عوانة ، عن الأشعث بن سليم ، عن أبي بردة ، عن ضبيعة بن حصين التغلبي (١) قال : كنا جلوسا عند حذيفة بن اليمان ، فذكرنا (٢) الفتن ، فقال حذيفة : [إني لأعلم رجلا لا تضره الفتنة. قلنا : من هو؟ قال : محمد بن مسلمة. فلما مات حذيفة](٣) وقعت الفتن ، خرجت فيمن خرج من الناس فإذا فسطاط مضروب متنحي عن الناس ، تضربه الرياح ، قال : فقلت : لمن هذا الفسطاط؟ قالوا : لمحمّد بن مسلمة ، قال : فأتيته ، فإذا شيخ ، قلت : يرحمك الله ، أراك رجلا من خيار المسلمين ، تركت دارك وبلدك وجيرانك ، وأهلك ، قال : تركتها كراهية الشر ، ما أريد أن يشتمل عليّ مصر من أمصارها حتى ينجلي عما انجلت.
وروي عن أبي عوانة عن أشعث عن أبي بردة عن ضبّة بن محصن (٤) ، وهو وهم.
أخبرنا أبو سهل بن سعدوية ، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنبأنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، ثنا أبو بكر محمّد بن هارون الروياني ، ثنا أبو الربيع خالد بن يوسف بن خالد السّمتي ، ثنا أبو عوانة ، عن أشعث ، عن أبي بردة عن ضبّة بن محصن قال : كنا جلوسا مع حذيفة ، فذكرنا الفتن ، فقال حذيفة : إنّي لأعلم رجلا لا ينقصه شيء ، فقلنا : من هو؟ قال : محمّد بن مسلمة الأنصاريّ ، قال : فلما مات وكان الفتنة خرجت فيمن خرج من الناس ، فأتيت أهلي ، فإذا أنا بفسطاط مضروب متنحي يضرب به الريح باد ، قال : قلت : لمن هذا الفسطاط؟ قال : لمحمّد بن مسلمة ، فإذا شيخ ، قلت له : يرحمك الله ، أراك رجلا من خيار المسلمين ، تركت بلدك ، ودارك ، وأهلك ، وجيرانك ، قال : تركتها كراهية (٥) الشر ، ما في نفسي أن اشتمل أو يشتمل عليّ مصر من أمصاري حتى تنجلي عما انجلت.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب (٦) ، حدّثني محمّد بن المصفى ، ثنا يحيى بن سعيد ، عن موسى بن وردان ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : قدم معاوية ومعه أهل
__________________
(١) ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ١٥٣.
(٢) بالأصل : «فذكر» والمثبت عن «ز».
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» للإيضاح.
(٤) هو ضبة بن محصن العنزي البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ١٥٢.
(٥) بالأصل : «كراهة» والمثبت عن «ز».
(٦) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٧٣ نقلا عن يعقوب بن سفيان الفسوي ، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠) ص ١١٥ ولم أعثر عليه في كتاب المعرفة والتاريخ المطبوع.