بنفسي أخ قد (١) شددت به أزري |
|
فألفيته حرا على العسر واليسر |
أغيب فلي منه ثناء ومدحة |
|
وأحضر منه أحسن القول والبشر |
وما طاهر إلّا حمال لصحبه |
|
وناصر عافيه على كلب الدهر (٢) |
تفردت يا خير الورى فكفيتني |
|
مطالبة شنعاء ضاق لها صدري |
فأحسن من وجه الحبيب ووصله |
|
كتاب أتاني مد رجا بيدي نصر |
سررت به لما أتى ورأيتني |
|
غنيت وإن كان الكتاب إلى مصر |
وقلت رعاك الله من ذي مودّة |
|
فقد فتّ إحسانا وقصّر (٣) بي شكري |
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي ، أنشدنا عبد الله بن الحسين الكاتب الفارسي ، أنشدني علي بن الحسن ، أنشدني جعفر بن قدامة ، أنشدنا المبرّد :
لئن كانت الدنيا أنالتك ثروة |
|
وأصبحت فيها بعد عسر أخا يسر |
لقد كشف الإثراء منك خلائقا |
|
من اللؤم كانت تحت ثوب من الفقر |
أخبرنا أبو القاسم الحسيني ، نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا علي بن أيوب القمّي ، أنا محمّد بن عمران بن موسى ، أخبرني الصولي قال :
كنا يوما عند أبي العباس المبرّد فجاءه رجل فسلّم عليه واستخفى نفسه في لقائه فأنشد أبو العباس :
إنّ الزمان وإن شطّت مذاهبه |
|
مني ومنك ، فإن القلب مقترب |
لن ينقص النأي ودي ما حييت لكم |
|
ولا يميل به جدّ ولا لعب |
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري ، أنا أبو عمر محمّد بن العباس بن حيوية الخزاز (٥) ، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان ، أنشدني محمّد بن يزيد الأزدي لنفسه :
تأدّب غير متّكل |
|
على حسب ولا نسب |
__________________
(١) في إنباه الرواة : برّ.
(٢) كلب الدهر : شدته.
(٣) في إنباه الرواة : وقصرت من شكري.
(٤) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ٣ / ٣٨٦ ـ ٣٨٧.
(٥) بدون إعجام بالأصل.