سمعت أبا زكريا يحيى بن محمّد العنبري يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل العنبري الشيخ الصالح البرقاني يقول : دخلت على علي بن عبد العزيز بمكة ، وسمعت منه ، ثم أردت الخروج إلى صنعاء لسماع كتب عبد الرزّاق قال : فقال لي علي بن عبد العزيز : حدّثني شيخ من أفاضل المسلمين قال :
دخلت إلى صنعاء إلى عبد الرزّاق لسماع الكتب ، فكان يمتنع عليّ فيه ويتعاسر عليّ فرأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في منامي فقلت : يا رسول الله أنا على باب عبد الرزّاق منذ مدة ، وهو يمتنع علينا في الرواية ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم اذهب إلى مدينة الرسول ، واسمع من القعنبي كتاب الموطّأ لمالك بن أنس ، واذهب إلى الشام واسمع من محمّد بن يوسف الفريابي كتب سفيان الثوري ، وارجع إلى البصرة واسمع من أبي النعمان عارم كتب حمّاد بن زيد ، قال : فبكّرت إلى عبد الرزّاق ، وقصصت عليه هذه الرؤيا فقال : شكوتني إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أقم عندنا ، واصبر عليّ حتى أقرأ لك الكتب ، قال : فقلت : والله لا أقمت يوما واحدا ، فإنّي أمتثل أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس النهاوندي ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل قال :
رأيت قوما دخلوا إلى محمّد بن يوسف الفريابي فقيل لمحمّد بن يوسف : يا أبا عبد الله إنّ هؤلاء مرجئة ، فقال : أخرجوهم ، فتابوا ورجعوا (١).
قال محمّد بن إسماعيل (٢) : واستقبلنا أحمد بن حنبل وهو يريد حمص ، ونحن خارجون (٣) من حمص وفاته محمّد بن يوسف.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله ، وأبو نصر ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنا [علي](٤) بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٥) :
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٠ / ١١٧ وتهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٣.
(٢) تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٣ وسير الأعلام ١٠ / ١١٧.
(٣) الأصل : خارجين ، والتصويب عن سير الأعلام وتهذيب الكمال.
(٤) بياض بالأصل ، والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
(٥) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٣ وسير الأعلام ١٠ / ١١٧.