دخلنا على مالك عند الموت ، فجعل [ينظر](١) يقول : لمثل هذا اليوم كان ذوب (٢) أبي يحيى.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني الحسن بن محمّد بن كثير ، عن خزيمة أبي محمّد قال :
لما حضرت مالك بن دينار الوفاة قال : جهّزوني من دار الدنيا إلى دار الآخرة ، فمات ، فما وجدوا في بيته شيئا إلّا خلق قطيفة ، وسندانة ، ومطهرة ، وقطعة بارية.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، حدّثني إبراهيم بن سعيد ، نا موسى بن أيوب ، أنا مخلد قال :
مرض مالك بن دينار فقيل له : لو أمرت بشيء يعقل البطن ، فقال : اللهم إنك تعلم أني لا أريد التنعم في بطن ولا فرج.
أخبرنا أبو البركات سعيد بن الحسين بن الحسن بن حسّان ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا هدبة ، نا حزم (٣) قال (٤) :
دخلنا على مالك بن دينار في مرضه الذي مات فيه ، فرفع رأسه إلى السماء ثم قال : اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لبطن ، ولا فرج.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي ، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد القرشي ، نا أحمد بن إبراهيم العبدي ، نا العلاء بن عبد الجبّار العطّار ، نا أبو عبد الصّمد العمّي قال :
سمعت مالك بن دينار يقول في مرضه وهو في آخر كلام سمعته تكلم به : ما أقرب النعيم من البؤس يعقبان (٥) زوالا.
__________________
(١) زيادة عن حلية الأولياء.
(٢) كذا بالأصل والمختصر ، وفي حلية الأولياء : دءوب.
(٣) بدون إعجام بالأصل ، وهو حزم بن أبي حزم القطعي ، تقدم التعريف عنه قريبا ، وفي المختصر : حزم القطيعي ، تحريف.
(٤) والخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء من طريق هدبة بن خالد. ٢ / ٣٦١ وجاء فيها : حزم القطيعي.
(٥) كلمة موجود منها بالأصل : «ولو» ثم بياض.