ولي مالك بن عبد الله سنة سبع وخمسين ، وحدّثني غير زيد : أن مالك بن عبد الله الخثعمي شتى بالناس بأرض الروم سنة ست وخمسين بأرض الروم.
قال الوليد : حدّثني منير بن الزبير ، عن عبادة بن مكي.
أن مالكا ولي الصوائف حتى سمّاه المسلمون : مالك الصوائف.
قال : ونا الوليد بن مسلم ، حدّثني ابن جابر.
أن مالك بن عبد الله كان يلي الصوائف حتى عرفته الروم بذلك.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، نا نصر بن إبراهيم ـ لفظا ـ وعلي بن محمّد ـ قراءة ـ قالا : أنا أبو الحسن بن عوف ، نا محمّد بن موسى بن الحسين ، أنا ابن خريم ، نا حميد بن زنجويه ، نا أبو اليمان ، نا أبو بكر ، عن عطية بن قيس أن رجلا نفقت دابته ، فأتى مالك بن عبد الله الخثعمي وبين يديه برذون من المغنم ، فقال : احملني أيها الأمير على هذا البرذون ، فقال : ما أستطيع حمله ، فقال الرجل : إنّي لم أسألك حمله ، وإنّما سألتك أن تحملني عليه ، قال مالك : إنّه من المغنم ، والله يقول : (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ)(١) فما أطيق حمله ، ولكن سل جميع الجيش حظوظهم ، فإن أعطوكها فحظّي لك معها.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي ، قالت : أنا سعيد بن أحمد بن محمّد ، أنا عبد الله بن أحمد بن محمّد الصيرفي ، نا أبو العباس السرّاج ، نا قتيبة ، نا ابن لهيعة ، عن عيّاش بن عبّاس (٢) عن رجل حدّثهم.
أنهم كانوا مع مالك بن عبد الله الخثعمي فأصابوا قدر حديد عظيمة ، فقيل له : لو جعلت هذه ـ أصلحك الله ـ للصناعة ، قال : لا أجعلها للصناعة ، وفيها حظ اليتيم والأرملة والأعرابي ، فأحلّها الناس له ، فقال : كيف بمن قد مات.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا ابن عائذ قال : قال محمّد بن شعيب : نا نصر بن حبيب السلامي قال :
كتب معاوية إلى مالك بن عبد الله الخثعمي ، وعبد الله بن قيس الفزاري يصطفيان له
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٦١.
(٢) هو أبو عبد الرحيم عياش بن عباس القباني الحميري ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٥١٤.