وجهد ، قال : فأخرجها ـ أبي فنفقها (١) قال : فلم يلبث الرجل أن قدم وطلب ماله ، فقال له أبي : عد إليّ غدا ، قال : وبات في المسجد متلوّذا بقبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم مرة ، وبمنبره مرة حتى كاد يصبح ، فإذا (٢) شخص في السواد يقول له : دونكها يا محمّد ، قال : فمدّ يده (٣) فإذا صرّة فيها ثمانون دينارا ، قال : وغدا عليه الرجل ، فدفعها إليه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي أن الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث ، نا محمّد بن سعد (٤) ، نا محمّد بن عمر ، نا منكدر بن محمّد ابن المنكدر عن أمه قال :
أودعني رجل من أهل اليمن مائة دينار ، وخرج إلى الثغر ، وقال محمّد اليماني : إنّ احتجنا إليها استنفقناها حتى ترجع إليها ، قال : نعم ، قال : فاستنفقها محمّد ، وقدم الرجل وهو يريد الانطلاق إلى اليمن وليست عند محمّد ، فقال له : متى تريد الانطلاق؟ فقال : غدا إن شاء الله ، فجمع محمّد إلى المسجد ، فبات فيه حتى أسحر يدعو الله في هذه الدنانير يأتيه بها كيف يشاء ومن حيث شاء ، فأتى بها آت وهو ساجد ، في صرة ، فوضعها في نعله ثم ألمسها يده ، فإذا صرّة فيها مائة دينار ، فحمد الله ثم رجع إلى منزله ، فلمّا أصبح دفعها إلى صاحبها ، قال محمّد بن عمر (٥) : فأصحابنا يتحدثون أن الذي وضعها عامر بن عبد الله بن الزبير ، وكان كثيرا ما يفعل هذا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري (٦) ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٧) ، نا زيد بن بشر ، أنا ابن وهب ، حدّثني ابن زيد قال : قال محمّد بن المنكدر :
استودعني رجل مائة دينار ، فقلت : أي أخي ، إن احتجنا إليها أنفقناها حتى نقضيك ، قال : نعم ، قال : فاحتجنا إليها ، فأنفقناها ، فأتاني رسوله : إنا قد احتجنا إليها ، قال : وليس في بيتي شيء ، قال : وكان ذلك اليوم يدعو : يا رب لا تخرب أمانتي وأدّها ، قال : خرجت ثم
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي د : فقسمها.
(٢) بالأصل : «قال» والمثبت عن د.
(٣) بالأصل : «فهديكه» والمثبت : «فمد يده» عن د.
(٤) الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(٥) بالأصل : عمه.
(٦) في د : الطبر.
(٧) المعرفة والتاريخ ١ / ٦٥٧ ـ ٦٥٨.