يوسف ، قال : قال أبي : إن رؤية محمّد بن المنكدر لتنفعني في ديني.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، نا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (١) ، نا زيد بن بشر ، نا ابن وهب ، حدّثني ابن زيد قال : كان المرهب (٢) الخبيث يتبدّأ لابن المنكدر فما بينه وبين المنبر في المسجد ويرعبه ، قال : فأصبح ذات يوم فأتى إلى أبي فقال : يا أبا أسامة ألا أخبرك خبرا ، إنّي رأيت الخبيث أتاني في النوم فقاتلني فقاتلته ، ثم إنّي أخذت بشعفة (٣) في رأسه ، فشقها الله بشعبتين بشقتين (٤) فرميت شقة هاهنا وشقة هاهنا ، فأرجو أن يكون (٥) الله قد أعانني عليه ، قال : فما رآه ابن المنكدر بعد ذلك.
قال (٦) : وأنا ابن وهب ، حدّثني ابن زيد ، عن محمّد بن المنكدر قال : يا رب أرني كيف الدنيا عندك حتى أعرفها؟ قال : فأتي في منامه ، فقيل له : ابن المنكدر سألت الله أن يريك الدنيا كيف هي عنده ، فإن هذا شيء لا يكون أبدا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا سليمان بن إسحاق ، أنا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد نا محمّد بن عمر ، حدّثني منكدر بن محمّد بن المنكدر عن أبيه قال :
أمحلنا بالمدينة إمحالا شديدا ، وتوالت سنون ، قال محمّد : فو الله إنّي لفي المسجد بعد شطر الليل وليس في السماء سحابة ، وأنا في مقدّم المسجد ، ورجل أمامي متقنّع برداء عليه ، فأسمعه يلح في الدعاء ، إلى أن سمعته يقول : أقسمت عليك أيّ ربّ قسما ، ويردّده ، فما زال يردّد هذا القسم : أقسم عليك أيّ ربّ من ساعتي هذه ، قال : فو الله إن نشبنا (٧) حتى رأيت السحاب يتألّف ، وما رأينا قبل ذلك في السماء قزعة ، ولا شيئا ، ثم مطرت فسحّت ، فكانت
__________________
(١) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي ١ / ٦٥٨.
(٢) كذا بالأصل ود ، وفي المعرفة والتاريخ : الذئب الخبيث.
(٣) رسمها بالأصل : «فننعه» وفي د : «بشعبه» وبياض مكانها في المعرفة والتاريخ وكتب محققه بالهامش : «الفراغ كلمة رسمها سعفه» والمثبت عن المختصر. والشعفة : الخصلة في الرأس.
(٤) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن د ، وفي المعرفة والتاريخ : شقين.
(٥) رسمها بالأصل : «؟؟؟ لعب» والمثبت عن د.
(٦) القائل : زيد بن بشر ، والخبر في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٥٨.
(٧) في المختصر : مشينا.