وهب ، نا ابن زيد ـ يعني ـ عبد الرّحمن ، وذكر عمر (١) وأبا بكر ابني المنكدر ـ قال : لما حضر أحدهما الوفاة بكى ، فقيل له : ما يبكيك؟ إنا كنا لنغبطك بهذا اليوم ، قال : أما والله ما يبكيني ـ قال البيهقي ما أبكي أن أكون أتيت شيئا ركبته من معاصي الله اجتراء على الله ؛ ولكني أخاف أن أكون أتيت شيئا أحسبه هينا وهو عند الله عظيم ، قال : وبكى الآخر عند الموت ، فقيل له مثل ذلك ، فقال : إنّي سمعت الله يقول لقوم (وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)(٢) وأنا انتظر ما ترون (٣) ، والله ما أدري ما يبدو لي ، قال : وكان محمّد أخوهم أدناهم في العبادة ، وأيّ شيء كان محمّد في زمانه.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب بن سفيان (٤) ، حدّثني زيد بن بشر ، نا ابن وهب ، حدّثني ابن زيد (٥) قال :
أتى صفوان محمّد بن المنكدر وهو في الموت ، فقال (٦) : يا أبا عبد الله ، كأني أراك قد شق عليك الموت ، فما زال يهوّن عليه وينجلي عنه حتى كأن في وجهه المصابيح ، ثم قال له محمّد : لو ترى ما أنا فيه لقرّت عينك ، ثم قضى.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الحسن بن عبد السّلام ، قالا : أنا أبو محمّد الصريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا أحمد بن سعد الزهري ، نا زيد ابن بشر [الحضرمي](٧) ، أنا ابن وهب ، أنا زيد بن أسلم قال :
أتى صفوان إلى محمّد بن المنكدر وهو في الموت ، فقال له : يا أبا عبد الله ، كأني أراك قد شق عليك الموت ، فما زال يهون عليه وينجلي عن محمّد حتى كأن في وجهه المصابيح ، قال محمّد : لو ترى ما أنا فيه لقرت عينك ، ثم قضى.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، أنا أبو الحسين بن المهتدي.
__________________
(١) كذا بالأصل ود ، وفي المعرفة والتاريخ : محمّد.
(٢) سورة الزمر ، الآية : ٤٧.
(٣) بالأصل : يزول ، تحريف ، والتصويب عن د ، والمعرفة والتاريخ.
(٤) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٥٦.
(٥) أقحم بعدها بالأصل : «بن منصور» وابن زيد هو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. ترجمته في تهذيب التهذيب ٧ / ٤٩٥.
(٦) من هنا .. إلى قوله : الموت ، ليس في المعرفة والتاريخ.
(٧) زيادة عن د.