من الصحابة والتابعين ، ومن كان بها وقت فتحها إلى زماننا هذا ، مع ذكر كل من تفرّد به واحد منهم بذلك الحديث ولم يروه غيره بذلك الإسناد ، أو حديث من حديثه ، وذكر أنسابهم (١) وأساميهم وموتهم على ما روي لنا وذكر. والله الموفق ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وأول ما نذكر في كتابنا هذا : ما روي لنا في فضل بلدنا من دعوة إبراهيم (٢) الخليل عليهالسلام ، وما قيل في ذلك.
(بيان ما ورد في فضل أصبهان) (٣) :
سمعت (٤) من حكى عن إبراهيم بن محمد النحوي قال : خرج قوم من أهل أصبهان إلى ذي الرياستين (٥) في حوائج لهم ، فقال ذو الرياستين : من أين أنتم؟ قالوا : من أهل أصبهان ، قال : أنتم من الذين لا يزال فيهم ثلاثون رجلا مستجابي الدعاء ، قالوا : وكيف ذلك؟ قال :
__________________
(١) في أ ـ ه ـ : (أنبائهم).
(٢) هو أبو الانبياء ، وخليل الله ، وأحد أولو العزم «من الرسل عليهمالسلام ، وقد عرّفه القرآن لنا تعريفا وافيا ، وهو في غنى عن التعريف».
انظر «الكامل لابن الأثير» ١ / ٥٣ إن شئت.
(٣) العنوان غير موجود في نسختي المخطوطة ، وقد اخترت ذكره بين الحاجزين ، مع التنبيه عليه وعلى ما يأتي من العناوين ، تسهيلا للقارىء والتزاما بأصول التحقيق.
(٤) لا صحة لهذا الخبر من ناحية الصناعة الحديثية ، لأنّ فيه راويا مبهما ، ولم أعرف النحوي ، وهو يرويه بالقول المحتمل للسماع وغيره ، فمثله لا يقبل عند المحدّثين.
(٥) هذا لقب وزير المأمون ، سمّاه به المأمون لأنّه دبّر له أمر السيف والقلم ، وولي رياسة الجيوش والدواوين ، واسمه الفضل بن سهل ، وكان نصرانيا أسلم على يده ، وذكر السمعاني «أن اسمه الحسن بن سهل ، فنقم عليه المأمون وقتله بسرخس في توجهه إلى العراق. «قلت : الصواب أن اسمه الفضل ، وهو الذي قتله المأمون ، وأما الحسن بن سهل ، فإنه عاش بعد المأمون كثيرا ، ويؤيد ما ذكرته : ما ذكره ابن الأثير الجرزي في «اللباب» ١ / ٥٣٣ ، والبيهقي في «تاريخه» ص ١٤٩ ، واليعقوبي في «تاريخه» ، والثعالبي في «ثمار القلوب» ص ٢٩٢ ، وقال : «إن ذا الرياستين وزير المأمون اسمه الفضل بن سهل ، وهو الذي قتله المأمون ، والله أعلم».