فمن الخواص التي في هذه القناة ، أن من يلقى (١) فيها الماء أمكنه السير إلى أن ينتهي إلى موضع فيها محدود معروف عند أهل الناحية ، فإن رام تجاوز ذلك الموضع لم يمكنه لانبهار (٢) يقع عليه ، وانتظام نفس يعتريه ، فإن لم يرجع القهقري ، وقع صريعا.
ومن خواصها أيضا : أنه لم ينفق عليها (في عمارتها) (٣) قط درهم ، ولا دخل إليها مذ كانت قنّاء (٤) ، فإن انهار فيها من جوانبها شيء قل أم كثر ، زاد ماؤها.
ولما ورد عمرو (٥) بن الليث أصبهان رام أن يطمّها (٦) ، فجمع عليها أهل الرستاق ، وكانوا يطرحون الكبس (٧) فيها أياما ، وكان الماء كل يوم يزيد ويصير إلى الزيادة ، حتى رجعوا عنها عجزا منهم بها.
ومن الخواص التي بأصبهان : خرزات في قرى بعينها (٨) برستاقي قاشان (٩) ورويدشت ، فإذا غشيت تلك القرى سحابة فيها برد ، أبرزوا تلك
__________________
(١) في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢ «أن المتلقي».
(٢) والبهر : انقطاع النفس من الإعياء ـ لانبهار ، أي لغلبة تقع عليه. راجع «لسان العرب» ٤ / ٨٢.
(٣) الزيادة بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢.
(٤) قناء : هو الخبير بحفر آبار القناة التي تحفر في الأرض متتابعة ليستخرج ماؤها. راجع «لسان العرب» ١٥ / ٢٠٤.
(٥) هو عمرو بن الليث الصفار الذي تولى الحكم في خراسان ، وفارس وكرمان ، وخوزستان ، وبعض العراق ، بعد أخيه يعقوب. فوقعت بينه وبين إسماعيل الساماني حرب أسر فيها عمرو ، فلم يفلح بعد ذلك ، وحمل إلى بغداد ، وطيف به على فالج ، ومات.
راجع «معجم البلدان» ٤ / ٣٣٣ ـ ٣٣٤.
(٦) الطم : هو طم البئر بالتراب ، وهو الكبس. طم البئر : أي كبسها. راجع ص ١٨١ وغيره.
المرجع المذكور ٦ / ١٩٠.
(٧) الكبس : طمسك حفرة بتراب ، كبس الحفرة كبسا : طواها بالتراب وغيره. المرجع المذكور ٦ / ١٩٠.
(٨) في المصدر السابق (معنية).
(٩) تقدم تحديد قاشان ورود دشت قريبا.