وجمع جزيتهم ، وليبعث إلى أهل البصرة فليوروا ببعث ، فإن قتل النعمان فحذيفة ، فإن قتل حذيفة فجرير (١) ، فإن قتل ذلك الجيش فلا أزيد (٢) ، وأنت على ما أصابوا من الغنيمة ، فلا يرفعن إلي باطلا ولا يحبسن حقا عن أحد هو له قال : فأقبلت بكتاب عمر إلى النعمان بن مقرن ، فسار بثلثي أهل الكوفة وترك ثلثا في حفظ ذراريهم وجمع جزيتهم ، وبعث إلى أهل البصرة (٣) ، فوروا ببعثهم ، ثم سار حتى التقوا بنهاوند ، فالتقوا يوم الأربعاء ، فكان في المجنبة اليمنى انكشاف ، وثبتت المجنبة اليسرى ، وثبت الصف ، ثم التقوا يوم الخميس ، فكان في المجنبة اليسرى انكشاف ، وثبتت المجنبة اليمنى ، وثبت الصف ، ثم التقوا يوم الجمعة ، فأقبل النعمان بن مقرن على بريذين (٤) له ، أحوى (٥) قريب من الأرض ، يقف على (٦) كل أهل راية فيخطبهم ويحضهم (٧) ، ويقول : إن هؤلاء القوم قد أخطروا لكم خطرا ، وأخطرتم لهم خطرا عظيما :
__________________
ـ البر : السائب بن الأقرع : هو الذي شهد فتح نهاوند مع النعمان بن مقرن ، وكان بعثه عمر بكتابه إلى النعمان بن مقرن ، ثم استعمله عمر على المدائن ، وقال ابن حجر : أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح في قصته. انظر «الاستيعاب» ٢ / ١٠٤ بهامش «الإصابة». والإصابة» ٢ / ٨.
(١) عدّد النعمان بن مقرن سبعة أنفار آخرهم المغيرة بن شعبة عند خطبته التحريضية لجيشه ، كما في «الكامل» ٣ / ٥ لابن الأثير. وجرير : هو ابن عبد الله بن جابر البجلي ، صحابي مشهور ، مات سنة إحدى وخمسين ، وقيل بعدها. انظر «التقريب» ص ٥٤ ، و «الإصابة» ١ / ٣٣٢.
(٢) زاد ابن جرير الطبري (إن هذا الجيش أصيب ، فاذهب في سواد الأرض ، فبطن الأرض خير من ظهرها).
انظر «الكامل في التاريخ» ٤ / ١١٦.
(٣) ورى تورية : أي أخفاه وستره. انظر «مختار الصحاح» ص ١٤٨.
(٤) في أ ـ ه (برذون) ، وما في الأصل تصغيره ، وكذا في «تاريخ خليفة» ص ١٤٨ ، و «الكامل» ٣ / ٥ لابن الأثير على فرس له.
(٥) أي : أسود. يقال للبعير الذي خالط خضرته سواد وصفرة : بعير أحوى ، وهكذا الفرس ، «مختار الصحاح» ص ١٦٤.
(٦) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠ : عند ، وما أثبته من الأصل أنسب ، وهكذا ذكره خليفة ابن خياط في «تاريخه» ص ١٤٨.
(٧) في الأصل : يحضضهم ، وفي أ ـ ه يخفضهم ، وهو تصحيف والصواب ما أثبته ، وكذا في المصدر السابق ص ١٤٨.