قال : ثنا ابن وهب ، قال : ثنا معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن يزيد بن عميرة الكلبي ، عن معاذ بن جبل ـ رضياللهعنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : «سلمان عاشر عشرة في الجنّة».
(٩) حدثنا محمد بن العباس ، قال : ثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، عن ابن عباس ، قال : حدثني سلمان الفارسي قال : كنت رجلا من أهل فارس ، من أهل أصبهان ، من قرية يقال لها : جي ، وكان أبي دهقان أرضه ، وكان يحبني حبا شديدا لم يحبه شيئا (١) من ماله ولا ولده ، فما زال به حبه إيايّ حتى أجلسني في البيت ، كما تجلس الجارية ، فاجتهدت في المجوسية حتى كنت (٢) قطن النار الذي يوقدها ، لا يتركها ساعة ، فكنت كذلك لا أعلم من أمر الناس شيئا ، إلا ما أنا فيه حتى بنى أبي بنيانا له ، وكانت له ضيعة فيها بعض العمل ، فدعاني أبي فقال : أي بني إنه قد شغلني ما نرى من بنياني عن ضيعتي هذه ، ولا بدّ لي من إطلاعها فانطلق إليها فمرهم بكذا وكذا ، ولا تحبس عليّ (٣) ، فإنك إن احتسبت علي شغلتني عن كل شيء ، فخرجت أريد
__________________
(١) في الأصل (شيء) والتصويب من أ ـ ه.
(٢) هكذا في النسختين ، وجاء عند ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٧٥ ، قاطن النار التي نوقدها لا نتركها تخبو ، وورد الإثنان في المراجع ، ومعناه كنت خادمها الذي يخدمها ويمنعها من أن تخبو لتعظيمهم إياها.
(٣) في أ ـ ه : لا تحتبس ، والصواب ما في الأصل ، وهكذا عند ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٧٦.
أبو أيوب : هو سليمان بن داود بن بشر المنقري الشاذكوني البصري الحافظ ، فيه نظر. وسيأتي بترجمة رقم ١٢٥.
وابن وهب : هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه ثقة حافظ مات سنة سبع وتسعين ومئة ، انظر «التهذيب» ٦ / ٧١ ، «والتقريب» ص ١٩٣.
معاوية بن صالح : هو ابن حدير ـ بالمهملة مصغرا ـ الحضرمي أبو عمرو وقيل أبو عبد الرحمن ، صدوق له أوهام ، مات سنة ١٥٨ ه ، وقيل بعد السبعين والمئة. انظر «التهذيب» ـ