عبد الرزاق ، عن ابن التيمي ، عن أبيه ، قال : سمعت سلمان يذكر أنه تداوله بضعة عشر (١) ربّا من رب إلى رب.
وذكروا أنه مات بالمدائن سنة ثلاث وثلاثين (٢).
سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول : سمعت العباس يقول لمحمد بن النعمان : يقول أهل العلم : عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة (*).
وذكر بعض من عني بهذا الشّأن ، أن لسلمان رهطا (٣) من ولد أخيه ماها
__________________
ـ ١ / ٥٥ ، وفي «الحلية» ١ / ١٩٥ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٦٤ ، كلهم من طريق أبي عثمان النهدي مثله.
(١) البضع بالكسر ، هو ما بين الثلاث إلى التسع ، وهو المشهور ، وقيل : ما بين الواحد إلى العشرة. والربّ : السيّد ، المالك ، والمدبر ، حصل هذا كله بعد ما هرب من دينه المجوسية ، وإلا فهو كان ابن أمير بلده ، كما تقدم في قصة إسلامه في رواية الحاكم وابن حيان ح ١٠ وهكذا قال الحافظ ابن حجر. انظر «النهاية» ١ / ١٣٣ و ٢ / ١٧٩ لابن الأثير ، «والفتح» ٧ / ٢٧٧.
(٢) كذا ذكره ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٩٣ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٤٩ ، وكذا الخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٧١ ، حسب رواية يعقوب بن شيبة ، وابن حجر في «الإصابة» ٢ / ٦٣ : أنّه توفي في آخر خلافة عثمان سنة ٣٣ ه ، بالمدائن ، وقبره هناك. أمّا على حسب ما ذكر خليفة في «تاريخه» ص ١٩١ ، والخطيب عن ابن قانع ، أنّه توفي بالمدائن سنة ٣٦ ه ، فتكون وفاته في خلافة علي رضياللهعنه ، ولكنّ الصحيح القول الأول : أنه مات في آخر خلافة عثمان ، وذلك لأن ابن مسعود دخل على سلمان عند موته ، كما روى عبد الرزاق.
وابن مسعود توفي قبل سنة ٣٤ ه ، باتفاق ، فكأنّ سلمان مات في ٣٣ ه ، أو أقل ، وهو ما رجّحه ابن حجر بناء على رواية عبد الرزاق بسنده.
انظر «الإصابة» ٢ / ٦٣ ، «والتهذيب» ٤ / ١٣٨.
تراجم الرواة :
جعفر بن أحمد بن فارس أبو الفضل ، كتب الكثير بالبصرة ومكة ، وله مصنفات ، توفي بالكرج سنة ٢٨٩ ه. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤٥ ، وترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٠٢ / ٣ من أ ـ ه.
والعباس : هو ابن يزيد البحراني. سيأتي برقم ت ٦٧ ، وهو محله الصدق.
ومحمد بن النعمان : هو ابن عبد السلام. سيأتي برقم ت ١٥٤. لم أعرف حاله.
(٣) في الأصل : (رهط) ، والتصويب من أ ـ ه ، ومن مقتضى القواعد. ـ