ذر (١) فروخ قد تفرقوا في البلدان ، فبمدينة شيراز (٢) من كور فارس جماعة منهم ، زعيمهم رجل يقال له : غسان بن زاذان بن شاذويه بن ماه بنداد بن ماها ذو فروخ أخي سلمان بن بدخشان ، ومعهم كتاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بخط علي بن أبي طالب ، هو في يد غسان هذا مكتوب في أديم أبيض مختوم بخاتم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وخاتم أبي بكر وعلي ـ رضياللهعنهما ـ ، وهذه (٣) نسخة العهد :
(١٥) بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سأله سلمان وصية بأخيه ماها ذر فروخ ، وأهل بيته ، وعقبه من بعده ، ما تناسلوا من أسلم منهم ، وأقام على دينه ، سلام الله. أحمد إليك الذي أمرني أن أقول : لا إله إلّا الله وحده لا
__________________
(١) في أ ـ ه ، «وأخبار أصبهان» ١ / ٥٢ : ماه بندار.
(٢) وهي مدينة كبيرة ، عاصمة منطقة فارس الآن ، تقع جنوبي إيران ، تبعد عن طهران العاصمة ٨٩٥ كم.
(٣) في الأصل : (وهذا) ، والصواب ما أثبته.
مرتبة السند وتخريج الخبر :
في إسناده انقطاع ، ومن لم أعرفه ، وهو عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٤٨ من طريق المؤلف ، وعند الخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٦٤ عن شيخه أبي نعيم به ، وأورده الذهبي في «النبلاء» ١ / ٤٠٣ ، وابن حجر في «الإصابة» ٢ / ٦٢ فقال : روى أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين ، فذكره كما هنا ، إلّا أنهم زادوا جميعا في طريقه ، أما مائتين وخمسين فلا يشكون فيه. قلت : فيبدو أنه سقط من نسختنا هذه الجملة ، وقد صرّح ابن حجر أنه رواه في «الطبقات» والله أعلم.
قال الذهبي في المصدر السابق ص ٤٠٤ : قد فتشت فما ظفرت في سنّه بشيء ، سوى قول البحراني ـ العباس بن يزيد ـ ، وذلك منقطع لا إسناد له ، وقال بعد أسطر : ما أراه بلغ المائة.
وقال أيضا : قد ذكرت في «تاريخي الكبير» أنه عاش ٢٥٠ سنة ، وأنا الساعة لا أرتضيه ، ولا أصححه ، ونقل عنه ابن حجر أنه قال : وجدت الأقوال في سنة كلها دالة على أنه جاوز المائتين وخمسين ، والاختلاف إنما هو في الزائد. قال : ثم رجعت عن ذلك ، وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين. وتعقبه ابن حجر بقوله : إن ثبت ما ذكروه ، يكون من خوارق العادات في حقه ، وما المانع من ذلك؟ فقد روى أبو الشيخ ، فذكر الرواية المذكورة ، قلت : سندها منقطع كما تقدم ، فلا يجزم به إذا ، وليس على تحديد سنه رواية صحيحة يعتمد عليها.