اليوم ، أهي معنا يومئذ؟ قال : لا. إنه تنزع عقول عامة أهل الأرض ذلكم الزمان ، ويخلف (١) له هباء (٢) من الناس ، يرى أكثرهم أنهم على شيء ، وايم الله ، لقد خشيت أن يدركني وإياكم. فإن أدركني وإياكم ، ما لنا مخرج فيها ، عهد إلينا نبينا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلا أن نخرج منها كما ولجنا فيها.
قال الحسن : يعني سالمين.
(١٨) حدثنا أبو يعلى ، قال : ثنا عبد الواحد بن غياث ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن الحسن ، قال : حدث أبو موسى ، وهو بالدار (٣)
__________________
(١) في أ ـ ه : ويحلف له ههنا الناس ، وهو تصحيف ، والتصويب من الأصل ، ومن «سنن ابن ماجة» و «مسند أحمد». انظر تخريجه.
(٢) زاد ابن ماجه : (لا عقول لهم).
مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :
في إسناده عدد من المدلسين ، وقد عنعنوا. وأخرجه ابن ماجه في «سننه» ٢ / ١٣٠٩ ح ٣٩٥٩ ، من طريق محمد بن بشار. قال : ثنا محمد بن جعفر ، ثنا عوف ، عن الحسن ، ثنا أسيد بن المتشمس ، قال : ثنا أبو موسى ، قال : ثنا رسول الله ، فذكر الحديث ، وليس فيه أول القصة ، وليس فيه تحديد مائة ألف ، بل عنده : أنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا ، وزاد في آخره : (ذا قرابته) ، فزالت شبهة التدليس عن أسيد ، حيث صرح بالتحديث ، ورجاله ثقات ، وكذا أحمد في «مسنده» ٤ / ٣٩١ ، بلفظ قريب من لفظ المؤلف.
قلت : أصل الحديث المرفوع بدون الزيادة في أوله وآخره متفق عليه ، من غير هذا الإسناد من حديث أبي موسى ، وابن مسعود ، وأبي هريرة أيضا ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ١٠ / ٤٥٦ و ١٣ / ١٣ في كتابي العلم والفتن ، باب ظهور الفتن ، ومسلم في «صحيحه» ١٦ / ٢٢١ ـ ٢٢٣ مع النووي العلم ، وأبو داود في «سننه» ٤ / ٤٥٤ الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها ، عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ، والترمذي في «سننه» الفتن ، باب في الهرج ح ٢٢٠٠ ، عن أبي موسى ، وقال : صحيح ، وابن ماجه بحديث ٤٠٥٠ و ٤٠٥١ ، عن أبي موسى ، وابن مسعود ، وأحمد في «مسنده» ١ / ٣٨٩ و ٤٥٠ ، عن أبي موسى وعبد الله بن مسعود في ٢ / ٢٥٧ ، ومواضع عن أبي هريرة ، وفي ٤ / ٣٩١ و ٣٩٢ و ٤٠٥ و ٤٠٦ و ٤١٤ ، عن أبي موسى ، ولفظ البخاري : (إن بين يدي الساعة لأيّاما ، ينزل فيها الجهل ، ويرفع فيها العلم ، ويكثر فيها الهرج. والهرج : القتل).
(٣) في النسختين : (بالري) ، والتصويب مما سبق ، ومما يوضح تصحيفه أن الري ليست بأصبهان ، ـ