إلينا (١) من هذا العسل الذي معك ، فبعث إليها بزقين (٢) من عسل وزقين من سمن ، فلما أن خرج عليّ إلى الصلاة عدها ، فوجدها تنقص زقين ، فدعاه فسأله عنهما ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لا تسألني عنهما (٣) ، ثم تأتي بزقين مكانهما. قال : عزمت عليك لتخبرني ما قضيتهما (٤)؟.
قال : بعثت إليّ أم كلثوم فأرسلت بهما إليها ، قال أمرتك أن تقسم فيء (٥) المسلمين بينهم ، ثم بعث إلى أم كلثوم أن ردّي الزقين ، فأتي بهما (مع) (٦) ما نقص منهما ، فبعث إلى التجّار قوموهما مملوءتين وناقصتين ، فوجدوا فيهما نقص ثلاثة دراهم وشيئا ، فأرسل إليها أن أرسلي إلينا بالدراهم ، ثم أمر بالزقاق فقسمت بين المسلمين.
وقد روي عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حديثا لم يروه غيره.
(٢٧) حدثنا أبو يعلى ، قال : ثنا غسّان بن الربيع ، عن ثابت بن يزيد ،
__________________
(١) في أ ـ ه : (علينا) ، والصواب ما أثبته من الأصل.
(٢) الزق بالكسر : السقاء ، أو جلد يجزّ ولا ينتف للشراب وغيره ، نحو السمن والعسل ، يجمع على أزقاق وزقاق. انظر «القاموس» ٣ / ٢٤١.
(٣) في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ (فإنا).
(٤) في المصدر السابق ما قصتهما.
(٥) في أ ـ ه : (في) ، وهكذا عند أبي نعيم في المصدر السابق ، وفي الأصل غير واضح ، فلعل الصواب ما أثبته ، والله أعلم.
(٦) بين الحاجزين من المصدر السابق لأبي نعيم.
مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه :
رجاله ثقات ، سوى يحيى بن عمرو بن سلمة ، سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم ، وقد ترجما له كما تقدم ، وروى عنه الأئمة : الثوري ، وشعبة ، وعاصم الأحول ، وغيرهم.
فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ من طريق المؤلف وغيره مثله ، وقال في آخره : ورواه أحمد بن علي بن الجارود ، قال : ثنا أبو كريب ، سمعت عمرو بن يحيى بن سلمة الأرحبي ، فذكر نحوه.
تراجم الرواة :
أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى. تقدم في ت ٣ ح ٥ ، وهو ثقة حافظ. ـ