يسمعه ، والجالس في المجلس الذي لا يستأهله ، والداخل بين اثنين في حديثهما من غير أن يدخلاه ، والمتقدم بالدّالة (١) على السلطان (٢).
حدثنا أبو العباس الجمال ، قال : ثنا أبو صالح الطائي ، قال : ثنا إسماعيل بن عليّة ، عن أيوب ، عن محمد ، قال : نبّئت أن عمر ذكر بني تميم ، فذمّهم ، فقام الأحنف ، فقال : يا أمير المؤمنين ائذن لي فلأتكلم ، قال : إنك ذكرت بني تميم بالذّم ، وإنما هم من الناس ، فيهم (٣) الصالح والطالح. فقال : صدقت ، فقفا بقول حسن ، فقام (٤) رجل كان يناوىء الأحنف ، فقال : يا أمير المؤمنين : ائذن لي فلأتكلم ، فقال : اجلس ، فقد كفاكم سيدكم الأحنف.
حدثنا أبو العباس ، قال ثنا أبو غسان ، قال : ثنا الأصمعي ، قال : فاخر
__________________
(١) أي المتقدم بالوسطاء ، والدلّ عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار ، وحسن السيرة والطريقة ، واستقامة المنظر والهيئة ، انظر «النهاية» ٢ / ١٣١ لابن الأثير.
(٢) ذكر ابن عبد البر وابن الأثير أن الأحنف : كان أحد الجلّة الحلماء الدهاة الحكماء العقلاء. انظر «الاستيعاب» ١ / ١٢٨ ، «وأسد الغابة» ١ / ٥٥.
(٣) في «طبقات ابن سعد» ٧ / ٩٤ : فمنهم .. فعفا بقول حسن.
(٤) في المصدر السابق : فقام الحتات ، وكان يناوئه.
تراجم الرواة :
أبو العباس : تقدم قريبا.
أبو صالح الطائي : تقدم في ترجمة رقم ٢.
إسماعيل : هو ابن إبراهيم بن مقسم ، المعروف بابن عليّة : تقدم في ت ١٢ ح ٢٨.
وأيوب : هو ابن أبي تميمة السّختياني ـ بفتح المهملة ـ ثقة ثبت. مات سنة ١٣١ ه ، انظر «التقريب» ص ٤١.
محمد : لعله ابن إسحاق بن يسار. تقدم في ت ٣ ح ٩ ، وهو صدوق ، إلّا أنه مدلس ، أو ابن سيرين ، وهو ثقة يروي عنه أيوب ، والله أعلم.
في إسناده انقطاع. أخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٧ / ٩٤ من طريق أيوب ، عن محمد ، قال : نبئت فذكره مثله ، فهو منقطع أيضا.
تراجم الرواة :
أبو غسان : لم يتبين لي.
الأصمعي : هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك أبو سعيد الباهلي الأصمعي البصري ، ـ