الأحنف بن قيس ، قال : فيّ خلال ثلاث ، ما أذكرها (١) إلّا أن يعتبر رجل بخلق صالح :
ما أتيت باب سلطان قطّ إلا أن دعا ، ولا دخلت بين اثنين قطّ إلا أن يأمرانّي ، ولا خلفت (٢) أحدا بعده بسوء قطّ.
حدثنا أبو العبّاس الجمّال ، قال : ثنا الهيثم بن خالد ، قال : ثنا أبو السكيّن ، سمعته من أبي الحسن المدائني بفم (٣) الصلح في عسكر الحسن بن سهل سنة اثنتين ومئتين ، قال : قال الأحنف بن قيس : ثمانية إن أهينوا ، فلا يلوموا إلّا أنفسهم :
الآتي طعاما لم يدع (٤) إليه ، والمتآمر على ربّ البيت في بيته ، وطالب الفضل من أعدائه ، وراجي الخير من اللئام ، والمقبل بحديثه على من لا
__________________
(١) في أ ـ ه : (ذكرها) ، وهو خطأ.
(٢) في أ ـ ه : (خلقت) ، والصواب ما أثبته من الأصل.
تراجم الرواة :
محمد بن عبد الأعلى : لم أعثر له على ترجمة.
معتمر : هو ابن سليمان بن طرخان ، تقدم في ترجمة ٣ ، ثقة.
وأبوه سليمان أيضا. تقدم في ترجمة ٣ ، ثقة.
في إسناده راو لم يسمّ ومن لم أعرفه ، وذكر ابن كثير في «البداية» ٨ / ٣٢٧ الخلتين الأوليين بتفاوت يسير في اللفظ.
تراجم الرواة :
أبو العباس الجمال : هو أحمد بن محمد بن عبد الله ، تقدم في ت ٢ والهيثم بن خالد.
أبو السكّين : ـ بضم المهملة ـ مصغرا ـ : هو زكريا بن يحيى بن عمر الطائي الكوفي ، صدوق ، له أوهام ، وبها ليّنه الدارقطني. مات سنة ٢٥١ ه. انظر «التهذيب» ٣ / ٣٣٧ ، «والتقريب» ص ١٠٨.
أبو الحسن المدائني.
(٣) فم الصلح : هو اسم لنهر كبير فوق واسط ، بينها وبين جبل عليه عدة قرى ، وفيه كانت دار الحسن ابن سهل وزير المأمون. انظر «معجم البلدان» ٤ / ٢٧٦ ، «ومراصد الاطلاع» ٣ / ١٠٤٤.
(٤) في الأصل : «لم يدعى» والتصويب من أ ـ ه : ومن مقتضى القواعد.