الله عليه وسلم ـ في مسير له (١) ، فانطلق يقضي حاجته ، ثم رجع وعليه جبة رومية (٢) ضيقة الكمين ، وضعها رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من ضيق كمه. قال المغيرة : فجعلت أصب عليه الماء من إداوة (٣) معي ، فتوضأ وضوءه للصلاة ، ومسح على خفيه ، ولم ينزعهما ، وقام فصلى.
حدثنا أبو بكر بن مكرم ، قال : ثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا عبد
__________________
(١) جاء تعيين المسير في رواية البخاري ومالك وأحمد وغيرهم ، أنه كان في غزوة تبوك ، وأنه حصل ذلك عند صلاة الفجر. انظر مصادر تخريجه.
(٢) والذي في الروايات عند البخاري وغيره : «جبة شامية» ، وزاد أحمد في «مسنده» : وكان في يدي الجبّة ضيق ، وعند مسلم في «صحيحه» : «فضاق كم الجبة ، فأخرج يده من تحت الجبة ، وألقى الجبة على منكبيه». انظر مصادر تخريجه.
مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :
في إسناده من لم أعرفه ، والحديث متفق عليه بغير هذا الإسناد عن المغيرة ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ١ / ٢٩٧ مع الفتح في باب الرجل يوضىء صاحبه ، ولكن ليس فيه ذكر الجبة ووضعها والإداوة ، وجاء في باب المسح على الخفين ١ / ٣١٨ بطريق آخر ، وفيه ذكر الإداوة ، وأنه توضأ ومسح على الخفين ، وأخرجه في الجهاد أيضا ، ومسلم في «صحيحه» ٣ / ١٦٨ ـ ١٧٢ مع النووي بطرق متعددة ، كلاهما من طريق عروة بن المغيرة ، عن أبيه ، ومسلم أيضا من طريق الأسود ، ومن طريق مسروق كلاهما عن المغيرة مرفوعا نحوه ، وفي رواية لمسلم عن المغيرة ، قال : تخلف رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وتخلفت معه ، وفيه : ثم ركب وركبت ، فانتهينا إلى القوم وقد قاموا في الصلاة ، يصلي بهم عبد الرحمن بن عوف ، وقد ركع بهم ركعة ، فلما أحس بالنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ذهب يتأخر فأومأ إليه ، فصلى بهم ، فلما سلّمّ ، قام النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقمت فركعنا الركعة التي سبقتنا.
والحديث مخرّج في السنن ، وأخرجه مالك في «الموطأ» ص ٤٨ من طريق زياد بن المغيرة ، عن أبيه ، وأحمد في «مسنده» ٤ / ٢٤٤ ، وقال الهيثمي في «المجمع» ٥ / ٢٥٥ : رجاله رجال الصحيح ، وأيضا في ٤ / ٢٤٧ و ٢٤٨ و ٢٥٠ و ٢٥١ من طريق عمرو بن وهب ، وأبي الضحى ، وزياد بن المغيرة ، وقبيصة بن بزمه ، وأبي سلمة ، ومسروق ، وعروة ، كلهم عن المغيرة. وذكر الحافظ في «الفتح» ١ / ٣١٩ أن حديث المغيرة هذا ، ذكر البزار أنه رواه عنه ستون رجلا ، وقد لخّص مقاصد طرقه الصحيحة. راجعه إن شئت.
(٣) الإداوة : بالكسر ، إناء صغير من جلد يتخذ للماء كالسطيحة ونحوها جمعها أداوى. انظر «النهاية» ١ / ٣٣.