من الذي فتح أصبهان :
لما لفتح أصبهان من أهمية ، ادّعى فتحها كل من البصريين والكوفيين ، وذهب كل منهم إلى تأييد دعواه بنقول (١).
ويمكن الجمع بين الأقوال إجمالا بأن البصريين والكوفيين كانوا يشكلون مادة الجيش الأساسية وعدته ، لذلك ادّعى الفتح كل منهم.
والثابت من الروايات ، أن الذي باشر فتح أصبهان : عبد الله بن عبد الله ابن عتبان الأنصاري ، وقد كان أمير الجيش ، وعبد الله بن ورقاء الرياحي الذي كان على مقدمة الجيش ، وعبد الله بن ورقاء الأسدي الذي كان على مجنبة الجيش كما هو مصرح في كتاب عمر ـ رضياللهعنه ـ إلى عبد الله بن عبد الله الأنصاري (٢).
وكان عمر ـ رضياللهعنه ـ قد أمدّ عبد الله بن عبد الله بأبي موسى الأشعري من البصرة ، فقدم عليه أبو موسى من الأهواز ، وكان قد فتح قم وقاشان ، وقد صالح الفاذوسفان ـ الحاكم ـ عبد الله ، فدخل أبو موسى وعبد الله المدينة ـ جيّ ـ (٣). وتولى بعد ذلك بعض السرايا فتح بعض المدن والقرى التابعة لأصبهان. فمن هنا نستطيع أن نقول :
إن الذين تولوا فتح أصبهان وشاركوا فيها هم عدد من الصحابة من جيش البصرة والكوفة ، فكانوا إمّا أمراء لجيش أو لمقدمته أو لمجنبته ، أو أمراء سراياه. وأحب أن أسوق ما ذكره المؤلف في مقدمة «الطبقات» (٤) ، وأبو نعيم
__________________
(١) ذكر هذا الخلاف والنقول أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان ١ / ٢٧ ، فقال : و «أهل الكوفة وأهل البصرة مختلفون في فتحها ، فادّعى الكوفيون فتحها بجند الكوفة ، وادّعى البصريون فتحها بجند البصرة ، وروى كل واحد رواية يصحح بها دعواه ، ثم ساق أدلة الطرفين ، فراجعه إن شئت وانظر «دائرة المعارف الإسلامية» ٢ / ٢٥٨.
(٢) انظر «تاريخ الطبري» ٤ / ٢٤٨ ، «وأخبار أصبهان» ١ / ٢٤ ـ ٢٥.
(٣) انظر المصدرين السابقين وانظر «فتوح البلدان» ص ٣٠٩.
(٤) اترك فراغ.