تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)(١).
__________________
ـ وأخرج أبو داود في «سننه» ٥ / ٩٠ من حديث ثابت ، عن أنس أنّ رجلا قال : يا رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أين أبي؟ قال : «أبوك في النار» فلما قفى ، قال : «إنّ أبي وأباك في النار» وليس فيه ذكر لنزول الآية ، وكذا أخرجه مسلم في «صحيحه» في كتاب الإيمان حديث ٢٠٣ ، باب بيان أن من مات على الكفر دخل النار ، بدون ذكر نزول الآية ، فيظهر أن هذه قصة أخرى ، والله أعلم.
وجاء في «الفتح» ١ / ١٩٧ أنّ الشخص الذي قال : من أبي؟ قال أبوك حذافة ، والثاني الذي قام فقال : من أبي يا رسول الله؟ قال : أبوك سالم مولى شيبة ، هو سالم بن سعد ، كما ذكره ابن حجر عن ابن عبد البر ، وأخرجه مسلم في «صحيحه» ١٥ / ١١٦.
وذكر ابن حجر في الفتح رواية ابن جرير الطبري التي فيها «أن رجلا قال : أين أبي؟ قال : في النار ، فقام آخر ، فقال : من أبي؟ قال : حذافة .. إلخ».
وقال : هذا شاهد جيد لحديث موسى بن أنس ، عن أنس ـ وهو الذي فيه أن رجلا قال : من أبي؟ قال : فلان ، فنزلت الآية. الخ.
الخلاصة :
أنّ في نزول الآية ثلاث روايات : أنها نزلت في سؤال الرجل عن أبيه ، أو سؤالهم عن الحج : ألكل عام؟ أو عن البحيرة والسائبة ، كما وردت في بعض الروايات.
وقال الحافظ : لا مانع أن يكون الجميع سبب نزولها ، والله أعلم.
انظر «فتح الباري» للتفصيل ٩ / ٣٥٠ ، «وتفسير ابن كثير» ٢ / ١٠٥ و ١٠٦.
(١) سورة المائدة آية : ١٠١.