الله بن عباس ، قال : ثني أبي ، عن جده ، عن ابن عباس ، أن النبي ـ صلى
__________________
تخريج الحديث :
في سنده أحمد بن محمد بن يحيى ، وهو له مناكير ، وقال أبو أحمد الحاكم ـ الكبير ـ فيه نظر ، وأيضا محمد بن يحيى أبوه ، وإن كان ثقة هو بنفسه ، كما قال ابن حبان إلّا أنّه قال : ويتقي من حديثه ما رواه عنه أحمد ، وهو ابنه ، وكذا عبيد ابنه ، مع أن محمدا قد اختلط.
فقد أخرجه أبو نعيم من طريق أحمد بن يحيى بن محمد بإسناده إلى آخر السند ، إلّا أن فيه بعد ما قال : ثني أبي ، عن أبيه ، ـ قال : صلى بنا المهدي ، فجهر «بسم الله الرحمن الرحيم» ، فقلت له في ذلك ، فقال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس ، أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
وأخرجه الدارقطني في «سننه» ١ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ بالسند المذكور عند أبي الشيخ عن أحمد بن محمد ، إلى آخره ، ومن طريق آخر عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مثله ، ولكن في سنده أبو الصلت الهروي ، وهو ضعيف ، بل قال ابن عدي : متهم ، انظر «الميزان» ٢ / ٦١٦.
وذكره الهيثمي في «المجمع» ٢ / ١٠٩ ، عن ابن عباس مثله ، وفي آخره زيادة «في الصلاة» ، وقال : رواه البزار ، ورجاله موثقون. قلت : أخرجه الترمذي ، وأبو داود ، وغيرهما ـ كما سيأتي ـ بدون ذكر الجهر.
والترمذي من حديث ابن عباس ، قال : كان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يفتتح صلاته «ببسم الله الرحمن الرحيم» ، وقال أبو عيسى : ليس إسناده بذاك ، وقد قال بها عدة من أهل العلم من أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
قلت : لفظ الحديث : يفتتح ، وهو محتمل بافتتاحه سرّا أو جهرا ، والروايات الواردة في عدم الجهر صريح ، كما ورد في «صحيح مسلم» ٦ / ١١٠ عن أنس ، وعند الترمذي في «سننه» ١ / ١٥٤ ، قال : كل واحد منهما صلّيت مع النبي (ص) وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يقرأ(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، أي : جهرا ، وفي رواية لمسلم : فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين ، ولا يذكرون (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في أول ولا في آخرها ، يعني : جهرا. وقال الترمذي : حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن ، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم ، وفي رواية ثابت البناني ، عن أنس فلم أسمع أحدا منهم يجهر(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، وذكره الخطابي «بذيل سنن أبي داود» ١ / ٤٨٤ ، وفي رواية للنسائي ٢ / ١٣٥ عن أنس ، قال : صلّى بنا رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فلم يسمعنا قراءة بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى بنا أبو بكر ، فلم نسمعها منهما ، وكذا له عن أنس ، قال : صلّيت خلف رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يجهبر «ببسم الله الرحمن الرحيم» ، وكذا أخرج عن عبد الله ابن مغفل ، وأخرج حديث عدم الجهر بالبسملة الدارمي في «سننه» ١ / ٢٨٣ تحت باب كراهية الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم عن أنس كلفظ مسلم. ـ