استفاد في بعض رحلاته ، فقال : «رأيت هذا الحديث في فوائد أبي بكر البرديجي ببغداد»(١).
وقد كان بعض علماء بغداد يستفيدون منه ، فيسألونه عن أشخاص من المحدثين لا علم لهم بهم ، كما ذكر أبو الشيخ نفسه ، وأبو نعيم نقلا عنه ، فقال : سألني عنه ـ أي عن محمد بن العباس بن أيوب الاخرم ـ ببغداد هشيم الدوري ، وقاسم المطرز ، والبرديجي(٢).
وذكر أبو نعيم أيضا في ترجمة محمد بن الحسن بن علي بن معاذ ، أنه كان جارنا ، صحب أبا محمد بن حيان أبا الشيخ ، وخرج معه إلى الريّ (٣).
وذكر الذهبي عن أبي بكر بن علي أنه قال : «كان ابن المقرىء ـ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني ـ يقول : كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينة المنورة ، فضاق بنا الوقت ، فواصلنا ذلك اليوم ، فلما كان وقت العشاء ، حضرت القبر ، وشكوت إلى الله الجوع ، فقال لي الطبراني : اجلس. إما أن يكون الرزق أو الموت ، فقمت أنا وأبو الشيخ ، فحضر الباب علوي ، ففتحنا له ، فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير ، وقال : شكوتموني إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ رأيته في النوم ، فأمرني بحمل شيء إليكم» (٤).
فهذه القصة تخبرنا عن رحلته إلى الحجاز ، ويمكننا أيضا أن نستنبط منها أن أبا الشيخ كان يرافق في رحلاته كبار الحفاظ المحدثين مما يساعدوه في مذاكرة الحديث (٥).
__________________
(١) انظر : «طبقات المحدثين» للمؤلف ١٨٢ / ٣ من أ. ه ...
(٢) انظر «طبقات المحدثين» للمؤلف ٢٢٢ / ٣ ، و «أخبار أصفهان» لأبي نعيم ص ٢ / ٢٢٤.
(٣) انظر المصدر السابق لأبي نعيم ٢ / ٢٩٣.
(٤) «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٩٧٣ ببعض التصرف.
(٥) كالطبراني الذي سمع منه أربعين ألف حديث ، وابن المقري الذي سمع من نحو خمسين مدينة ، وكان من أقرانه. أنظر مبحث ثقافته الآتي بعد قليل.