هو لم ينس قسم التفسير في كتابه «الطبقات» المختصة بالرجال ، حيث أدخل فيه قسما من الآيات وتفسيرها (١).
وأكبر شاهد على ذلك : اهتمامه البالغ في التفسير ، حتى بلغ إلى حد استطاع أن يقوم بتفسير القرآن في مصنف خاص ، فبذلك استحق أن يترجم له الداودي في «طبقات المفسرين» (٢).
وكتابه «التفسير» دليل واضح على سعة علمه في التفسير ، فهذا الكتاب وإن كان مفقودا إلّا أن النقول عنه في متون الكتب موجودة (٣) ، وبالأخص «الدر المنثور» ، حيث لا تخلو صفحة منه في الغالب من النقول عن أبي الشيخ ، وهو ينهج نهج المحدثين في عزو الأقوال والآثار ، ويسوقها بالسند.
أبو الشيخ وعلم القراءات :
فقد عني أبو الشيخ بعلم القراءات والتجويد ، حتى صار عالما فيه وراويا له ، فمن هنا أدخله الجزري في «طبقات القراء» ، فقال :
«إنه روى القراءة عن أبي حامد أحمد بن محمد بن الصباح الخزاعي ، وروى القراءة عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد الأصبهاني» (٤).
قلت : وبالإضافة إلى ذلك ، فقد تتلمذ على شيوخ آخرين من القراء الكبار ، فمنهم محمد بن عبد الله بن مصعب الخطيب ، وصفه المؤلف بقوله : «كان من القراء الكبار ، يؤم في مسجد الجامع ـ أي بأصبهان ، حسن الصوت بالقرآن» (٥). وهو من شيوخه.
كما تتلمذ عليه عدد من كبار العلماء القراء (٦).
__________________
(١) انظر فهرس الآيات المفسرة.
(٢) انظر ١ / ٢٤٠.
(٣) ونقل عن تفسيره ابن حجر في «الإصابة» أيضا ١ / ١٣٩.
(٤) انظر «غاية النهاية في طبقات القراء» ١ / ٤٤٧.
(٥) انظر «طبقات المحدثين» للمؤلف ٢١٨ / ٣.
(٦) انظر مبحث شيوخه وتلاميذه.