أبو الشيخ والفقه :
فلا غرو أن يكون أبو الشيخ عالما بالأحكام ، وهو محدث كبير حافظ ، وكان يصنف في الأحكام كما قال تلميذه ابن مردويه :
«صنف ... الكتب الكثيرة في الأحكام» (١). قلت : فكتابه «الأموال» ، وكتابه «السبق والرمي» ، وكتاب «الضحايا والعقيقة» ، وكتاب «الفرائض والوصايا» ، وكتاب «القطع والسرقة» ، وكتاب «السواك» ، وكتاب «النكاح» ، وغيرها من مصنفاته ، تشهد على عنايته بالأحكام الفقهية ، وتبين مقدار نصيبه في الفقه» (٢).
وقال تلميذه البارز المكثر عنه أبو نعيم الحافظ : «أحد الثقات والأعلام ، صنف الأحكام ...» (٣).
أبو الشيخ والتاريخ :
لم يكن أبو الشيخ محدثا ومفسرا فقط ، بل أخذ حظه ونصيبه الوافر من علم التاريخ أيضا ، وليس ذلك إلا لغزارة حفظه واهتمامه بالعلوم المفيدة ، فكان يحفظ الوقائع والحوادث ، ويحفظ أحوال الرجال ، فأخذ يدونها ، واستمر في ذلك فترة طويلة ، يصنف ويؤلف ، كما قال ابن المديني : «مع ما ذكر من عبادته ، كان ما يكتبه كل يوم وينتخبه كاغدا ، لأنه كان يورق ويصنف» (٤).
وكان يبذل جهدا كبيرا في الإفادة عن الشيوخ وأحوالهم ، والتصنيف فيهم ، فقد عني بهذا الشأن عناية فائقة ، فقضى في ذلك ستين سنة ، كما يقول تلميذه البارز أبو نعيم عنه:
«كان أحد الأعلام ، صنف الأحكام ، والتفسير ، وكان يفيد عن الشيوخ
__________________
(١) انظر «مختصر طبقات علماء الحديث» ٣٢٤ / ٢ ، و «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٨.
(٢) انظر الآثار العلمية للمؤلف.
(٣) انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٩٠.
(٤) انظر «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٨ للذهبي ، وفيه كان يكتب كل يوم ....