أحمد بن مروان ، نا أحمد بن محمّد الجمحي ، نا المغيرة بن محمّد ، عن يحيى بن محمّد ـ في إسناد له قال :
كان نعيمان الأنصاري يدور في أسواق المدينة ، فإذا دخل السوق طرفة من رطب أو فاكهة أو غير ذلك اشتراه فأهداه للنبي صلىاللهعليهوسلم وكان فقيرا ، فإذا كان من آخر النهار راح إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ومعه صاحب الحق فيقول : يا نبي الله ، أعط هذا حقّه من ثمن كذا وكذا ، فيقول له النبي صلىاللهعليهوسلم : «أوما أهديته إلينا يا نعيمان؟» فيقول : والذي بعثك بالحق ما معي قليل ولا كثير ، ولقد رأيته فلم تطب نفسي أن أجوزه وأدعه أو يشتريه أحد فيأكله قبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : فيضحك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويأمر بدفع حق الرجل إليه [١٢٧٤٣].
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (١) ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الدر مولى ابن البخاري ، قالوا : أخبرنا أبو محمّد الصريفيني ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني عمي مصعب بن عبد الله ، عن جدي عبد الله بن مصعب قال :
كان مخرمة بن نوفل بن أهيب الزهري بالمدينة وهو شيخ كبير أعمى ، وكان قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة ، قال : فقام يوما في المسجد يريد أن يبول ، فصاح الحسن به الناس ، فأتاه نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن النجار ، فتنحّى به ناحية من المسجد ، ثم قال : اجلس هاهنا ، فأجلسه يبول ، فلما أجلسه وبال ذهب وتركه ، فصاح به الناس ، فلمّا فرغ قال : من جاء بي ، ويحكم ، إلى هذا الموضع؟ قالوا : نعيمان بن عمرو ، قال : فعل الله به وفعل ، أما إن لله عليّ إن ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت ، فمكث حتى ما شاء الله حتى نسي ذلك مخرمة ، ثم أتاه يوما ، وعثمان قائم يصلي في ناحية من المسجد ، وكان عثمان إذا صلى لا يلتفت ، فقال له : هل لك في نعيمان؟ قال : نعم ، أين هو؟ دلّني عليه ، فأتى به حتى أوقفه على عثمان ، فقال : دونك هذا هو ، فجمع مخرمة يديه بعصاه فضربه عثمان فشجّه ، فقيل له : إنما ضربت أمير المؤمنين عثمان ، قال : فسمعت أن بني زهرة اجتمعوا في ذلك ، فقال عثمان : دعوا نعيمان ، لعن الله نعيمانا ، وقد شهد نعيمان بن عمرو بدرا (٢).
قال : وحدّثنا الزّبير ، قال : وحدّثني علي بن صالح ، حدّثني عبد الله بن مصعب بن
__________________
(١) في «ز» : المرزقي.
(٢) الإصابة ٣ / ٥٧٠.