روى عنه أبو بكر الخطيب ، وعمر بن عبد الكريم الدهستاني ، وأبو القاسم النسيب.
حدّثنا عنه جدي وخالاي وأبو الحسن الفرضي ، وأبو الفتح اللاذقي ، وأبو محمّد بن طاوس ، وأبو الفضل بن الفرات (١) ، وناصر بن محمود وجماعة سواهم.
وكان قدم دمشق سنة إحدى وسبعين في النصف من صفر ، ثم خرج إلى صور ، وأقام بها نحو عشر سنين ، ثم قدم دمشق سنة ثمانين ، فأقام بها يحدّث ويدرّس إلى أن مات بها ، وكان فقيها فاضلا ، وزاهدا عاملا ، أقام بدمشق لم يقبل من أحد من أهلها صلة ، وكان يقتات من غلة تحمل إليه من أرض (٢) كانت له بنابلس ، وكان يخبز له منها (٣) كلّ ليلة قرص في جانب الكانون.
وحكى لي (٤) ناصر بن عبد الرّحمن النجار ، وكان يخدمه من زهده وتقلله وتركه تناول الشهوات (٥) أشياء عجيبة.
أخبرنا أبو أحمد عبد السّلام بن الحسن بن علي بن زرعة الصوري (٦) ـ بدمشق ـ قال (٧) : حدّثنا الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي ، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف ، أنا أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي ، نا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن فياض ، نا أبو سعيد عبد الرّحمن ابن إبراهيم دحيم ، نا ابن أبي فديك ، حدّثني ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم على هذا المنبر يقول : «من جاء منكم الجمعة فليغتسل» [١٢٦٩٣].
سمعت أبا الحسن علي بن المسلم الفقيه يقول : سمعت الشيخ الإمام الفقيه الزاهد أبا الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي يقول : حدّثني عبد الله السّقّاء شيخ صالح كان يجاور الجامع ببيت المقدس قال : كنت أقرأ كل ليلة سورة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) مائتي مرة ، ولا أقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فرأيت في بعض الليالي مائتي شاة مقطعة الرءوس ، وقائلا (٨) يقول لي : هذه لك ، فقلت : فلم هي مقطعة الرءوس؟ فقال : لأنك لم تقرأ بسم الله الرّحمن الرحيم.
__________________
(١) غير واضحة بالأصل وم ، ونميل إلى قراءتها : «القرة» والمثبت عن «ز».
(٢) الأصل : أرضه ، والمثبت عن م و «ز».
(٣) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٤) الأصل : له ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٥) الأصل : الشبهات ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٦) مشيخة ابن عساكر ١١٦ / أ.
(٧) بالأصل وم و «ز» : «قالا».
(٨) بالأصل وم و «ز» : وقائل.