أن عمر بن الخطّاب جلد أبا بكرة أو نافع بن الحارث وشبل بن معبد ، قال : فاستتاب نافعا وشبل بن معبد فتابا ، فقبل شهادتهما واستتاب أبا بكرة فأبى ، وأقام فلم يقبل شهادته ، وكان أفضل القوم.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو طاهر الفقيه ، أخبرنا أبو حامد ابن بلال ، نا أبو الأزهر ، نا عمر بن محمّد ، عن قيس ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن عاصم قال :
كان أبو بكرة إذا أتاه الرجل شهّده قال : أشهد غيري ، فإن المسلمين قد فسّقوني ، قال أبو بكر وهذا إن صحّ فلأنه امتنع من أن يتوب من قذفه ، وأقام عليه ، ولو كان قد تاب منه لما ألزموه اسم الفسق ، والله أعلم (١).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا طراد بن محمّد ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ، نا علي بن حرب ، نا سفيان ، عن سعد بن إبراهيم بن (٢) عبد الرّحمن بن عوف ، عن أبيه قال : لما جلد أبو بكرة أمرت جدتي أم كلثوم بنت عقبة بشاة فسلخت ، ثم ألبس مسكها ، [فهل](٣) ذلك إلّا من ضرب شديد؟
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، وعلي بن المسلم ، قالا : أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعي ، نا سفيان ، نا سعد بن إبراهيم ـ وهو جالس مع الزهري ـ قال :
يزعم أهل العراق أنّ القاذف لا يجلد جلدا شديدا ، أشهد أن أبي أخبرني أن أمّه أم كلثوم بنت عقبة أمرت بشاة حين (٤) جلد أبو بكرة ، فسلخت فلبس مسكها ، فهل كان ذلك إلّا من ضرب شديد؟
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا [أبو](٥) عبد الرّحمن
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٦ و ٧. وعقب الذهبي قال : كأنه يقول : لم أقذف المغيرة ، وإنما أنا شاهد ، فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد ، إذ نصاب الشهادة لو تمّ بالرابع ، لتعيّن الرجم ، ولما سمّوا قاذفين.
(٢) بالأصل وم : «عن» والمثبت عن «ز».
(٣) سقطت من الأصل وم ، وفي «ز» : قبل. والمثبت عن المختصر.
(٤) من هنا .. إلى قوله : شبه سقط من «ز» ، فاختل الخبران وتداخلا ، فاضطرب السياق.
(٥) سقطت من الأصل وم.